محمد رضا شطيبي
الغرب ليس منافقا يا إخاوتي … فهو من صنع “إسرائيل” و مدّها بالقوة و المرتزقة من كل حدب و صوب و هذا لإذلال المسلمين … نعم المسلمين …و من كان ينتمي لأرض مسلمة و لا يعتبر نفسه مسلما (ذاك حقه طبعا و مكفول بالقرآن أيضا)، فالغرب يعتبره مسلما رغم انفه، و من ثَمّ ، فهو معرض للقتل و التشريد … قل على الغرب بقيادة أمريكا و قبلها بريطانيا و فرنسا، ما شئت : مجرمين، قتلة و ظلَمة لكنهم ليسوا بالمنافقين …هم يصدحون منذ عصور ، لمن أراد سماعهم، أنهم مع “إسرائيل” …
و من يكون المنافقون اذا ؟؟
كل من رضِيَ لنفسه بالذِلّة و الهوان من أتباع المسلمين ( أو المحسوبين عليهم متدينين كانوا او لا) خاصة أولائك “المثقفون” المشقفون و المنشقين عن أصولهم، الذين يهرولون للكتابة في صدور الجرائد الفرنسية (الغربية عامة) كلما اقتضت حاجة الغرب في ضرب مصداقية الإسلام و نعت المسلمين بالوحشية ، فتارة حجاب المرأة و تارة أخرى “ثوار” داعش و النصرة … و لا تنتظر منهم أن يخطّوا حرفا واحدا عن فلسطين …
قد يقول في لنا قائل (و الله يعلم أنهم كثر) :
” إنكم فقط تكتبون من وراء كمبيوترات و لا تفعلون شيئا ملموسا لفلسطين”…
الرد : نحن (أي من يكتب تعاطفا لنصرة الحق) لا نتباهى و نتشدّق بما ليس فينا، أي قد لا نحمل الرشاش و نذود عن حياض الأقصى، لأسباب يطول سردها و لا يتسع لها المقام ولا المقال من سياسة دولية و انقسام الأمة لدول و أقطار (كلٌ له سياساته الخاصة) و حرصا على عدم الإخلال بالتنظيم المحكم الذي عملت على إحكامه المقاومة في فلسطين و لبنان و هذا فيما يخص حساسية المعلومة و سريّتها و هذا لسنين طوال…
و أضِف إلى ذلك ، ما حاجة المقاومة لسواعد مدنيين يبعدون عن فلسطين المحتلة بآلاف الكيلومترات و عندها من العدّ و المدد ما يكفي فوق أراضيها في غزة و نابلس و القدس و رام الله، يعرف نسبهم و منبتهم مذ وُلدوا .
طبعا المقاومون على الجبهات يحتاجون الى المال و المساعدات الطبية و الغذائية و هنا نحن جاهزين للبذل… و حتى في هذا السجل تسلل الشيطان (الكيان المجرم و أوليائه) بخبثه المعهود و ميّع جهد الشعوب الإسلامية و عرقها و ضرب إخلاصها في مقتل، إذ أطلق إخطبوط الفساد على مستوى القيادات السياسية و صاد منهم الكثير ثم شهّر بهم و بفسادهم تماما مثلما يفعل إبليس اللعين فحرق أوراقهم و أجبرهم على الركون الى جنَب وعدم الدفاع عن شرعية القضية و أحقيتها (و كيف لهم أن يفعلون و هم غارقين في الفساد حتى الأذقان) و ابتزهم العدو حتى لا يتخلوا على مناصبهم القيادية فيدخلوا السجون أو يُقتلون.
فالدولة العنصرية التي شيّدها الغرب على أراضينا كي تفسد فيها و تسفك الدماء و هذا بغية اضطهاد المسلمين و إذلالهم ، إفقارهم و تشريدهم، تجهيلهم و سلخهم من الأخلاق الإنسانية النبيلة و فيَمها … كل هذا كي يستحيلوا الى وحوش ضارية تسعى لإشباع غرائزها ابتداءً، و من ثَمّ تشغِّل الامبريالية ماكينتها الإعلامية لتشهّر بوحشية المسلم “الظالم”.
لهذه الأسباب نحن نكتب و نسعى بكل الطرق المشروعة لدى كل الأعراف قبل أن أكون أسود البشرة أو أبيضها ، عربي اللسان أو أعجميّه ، شرقيا أو غربيا؛ و هذا لنصرة الحق مهما أضحت غربته موغِلة في أيامنا هذه و قلّ أتباعه…
و يا لسخرية “الأقدار” ، كيف يستحيل الجلّاد لضحية و هو لا يتألم جوعا و يعيش في رفاه التكنولوجيا، يلهو بها تارة (الجيل الخامس من الهواتف الذكية يتسلى الصهيوني بتشغيل التلفاز من مقرّ عمله لأولاده الصغار حين يقومون من نومهم المليء بالأحلام السعيدة) و يقتل بها تارة أخرى (الرادار الالكتروني الذي يدلّه على المقاوم “المتوحش الإرهابي”)… كلنا شاهد بيوت المستوطنين بعسقلان و سديروت و غيرها، كيف تنعم بكل شروط العيش الكريم من أشجار و عشب طبيعي ، التبريد و التدفئة المركزية ، تزفيت الطرقات و إنارتها … تماما مثلما كان مستوطنو الجزائر و جنوب إفريقيا في السابق …
لن يستقر بالمجرمين الزمن و سيدور عليهم بدائرته كما عهدته الإنسانية … أرأيتم تلك البيوت الفاخرة ؟ التي بنتها الغطرسة على أرض فلسطين المغتصبة و التي يطمع الصهاينة في توريثها لأبنائهم … و هل سمعتم يوما أن عنكبوتا (الأنثى) ورّثت بيتها لأحد ؟ هي تقتل بعلها العنكب (الذكر) فور تأكدها من حبلها و يؤكلها أولادها بعد تربيتها و حمايتها لهم ثم يتفرق الجميع و تنهار البيت (العائلة) هذا هو ديدنها و طبيعتها …
كذلك هو الصهيوني بيته أوهن من بيت العنكبوت ، و سوف ينهار لا محالة … و لا تعزية للمطبعين مِمَن ينتسبون زورا لأمة الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم …
أمّا نحن فسنبقى نكتب و نشدّ على أيادي إخوتنا في فلسطين و لبنان و العراق و سوريا و ليبيا و إيران ما حيينا…بل و في فنيزويلا و كوبا و مينمار و كوريا الشمالية…
أمّا أعداء الحق ( عربا كانوا أو عجما، “مسلمين” كانوا أو غير ذلك) فلن يرتاح لهم بال بعد الذي جرى في غزة من بطولات و ملاحم ؛ صاحب الحق كطائر الفينيق، تحسبه مات و اندثر فيفاجئك بنهوضه من رماده يضرب الريح بجناحيه فيسمو محلقا نحو الآفاق.
أما الغرب الإمبريلي فليس له ما يخفيه خاصة و هو يعتقد جازما أن الشعوب الأخرى هي بمثابة حيوانات (ققالها مفوض الاتحاد الأوروبي للسياسات الخارجية جوزيف بوريل) و أنه يمنّ عليها بالغذاء و الدواء كي تتغذى و تتكاثر و يعلمها قليلا من التكنولوجيا كي تخدمه في مناجمه و طرقاته… أصبح لا يحتاج الى نفاق يراوغ به مناهضيه من شعوب العالم الغير البيضاء ، و ببساطة الغرب يحتقر الشعوب الأخرى.