معلم جزائري ثبت وجوده الضارب في التاريخ منذ آلاف السنين، يعود تاريخ تواجد الساكنة فيه إلى عصور وأزمنة ما قبل التاريخ.
النقوش والرسوم الصخرية حتى الكتابات البربرية المتواجدة فيه تضحد كل شك وتجهضه في مهده، عثر عليها في بداية القرن العشرين، وأثبتت مختلف الدراسات الأثرية أن أقدم تاريخ لهذه الآثار يعود لحوالي تسعة آلاف قبل الميلاد 9000 ق/م وتتوزع في عدة مناطق بمدينة الجلفة.
في أحضان السهوب الوسطى عند تزاوج الصحراء بالهضاب العليا وبمفترق الطرق بين الشمال والجنوب ومن الشرق إلى الغرب تتمركز مدينة “الجلفة”.
المدينة العائمة
قبل ملايين السنين كانت مدينة الجلفة عائمة في الماء، حيث دلت آثار وجدت من طرف علماء الآثار والمستكشفين في الأعوام الماضية على صدفات، محفوظة ومعروضة في متحف المدينة، أما تاريخ تواجد الإنسان فيها يعود إلى أزمنة ما قبل التاريخ بدليل الرسومات الصخرية، النقوش والكتابات البربرية.
وتتواجد هذه النقوش في مناطق عديدة بالمدينة نستذكر منها “عين الناقة”، التي يبعد مركزها بحوالي 45 كيلومتر جنوب الجلفة، ويجد الزائر فيها رسومات أثرية لحيوانات من بينها رسم لثورين ضخمين، فيل كبير وآخر لامرأة ورجل يطلق عليهما لقب “العاشقان الخجولان” كما يوجد بالمنطقة ذاتها آثار للحضارة القفصية التي أرجعت المصادر والمباحث تاريخها إلى 7350 عاما قبل الميلاد.
منطقة “حجر سيدي بوبكر” اكتشفت من قبل الباحث الفرنسي “فرانسوا دوفيلاري” عام 1965 تتواجد بالقرب من مدينة “مسعد” فيها نقوشات صخرية عديدة في جهات مختلفة، مثل كبش تعلوه فوق رأسه شبه كرة وعلى يمينه نعجة لا يظهر ذات الشكل فوق رأسها.
ومنطقة “حصباية” التي تبعد بما يقارب 75 كيلومتر عن مدينة الجلفة جنوبا، تعود فترة اكتشافها إلى فترة الاستدمار الغاشم إثر عملية عسكرية للفرنسيين وأعيد البحث فيها واستكشافها من طرف “دوفيلاري” و«بلانشار” سنة 1964م، ويوجد فيها نقوش حجرية لفيلة، أبقار، نعام وأرانب ورسوم للإنسان، وفي هذا الصرح التاريخي تتجلى ملامح العصر الحجري الحديث.
ومنطقة “خنق لهلال” اكتشفت من طرف الباحثان “براتفيال” و«دوفيلاري” سنة 1966م، تتمركز بالقرب من منطقة “عين الإبل”، حيث تضم رسما لثور كبير وكبش تعلوه شبه كرة مجددا وفيها رسم لأسد كبير لا يظهر له ذيله يتجه بوجهه لليمين.
ومنطقة “عمورة” التي تقع بدائرة مسعد اكتشف بها سنة 1965 نقشين لفيلين، أما “ثنية المزاب” فيقدر بعدها عن الجلفة بـ 45 كيلومتر تقريبا جنوبا، تاريخ رسوماتها عائد إلى 6 آلاف عاما قبل الميلاد، يجد المستكشف على صخورها صفراء اللون رسما لفيل ضخم وآخر أصغر كذا شخص يتجلى شعره بهيئة غريبة.
منطقة “زكار” اكتشفت هي الأخرى عام 1907 بها رسوم رائعة دقيقة لظبي إفريقي يجثو على ركبتيه بينما يفترسه أسد أصغر شكلا كما يوجد رسوم لنعامة ووحيد القرن أيضا.
وأخيرا “صفية بورنان” ظهرت للعيان عام 1954 عن طريق “بيلان” تتموقع بين مدينتي “مسعد” و«الحبارة”، بها رسوم لكبش، نعام، وغزال، وكذلك لمجموعة خيول وغيرها، يعتقد الباحث “هنري لوت” أن تاريخ المنطقة عائد إلى آلاف السنين قبل الميلاد.
dhakira.echaab.dz
1 comment
والله رانا نتعلموا بلادنا من خلال هذه المقالات