يقبل الجزائريون على العام الجديد بقلوب مفعمة بالأمل في تحقيق واقع اقتصادي فاعل على المستويين المحلي والدّولي، وقد ارتفع مستوى الطموح الوطني، فلم يعد متوقفا عند حدود (تحصيل لقمة العيش)، و(تقسيم الريع) كما جرت العادة.
بل صار الرهان متعلقا بالتّخلص من (العقليات الكاسدة)، والتوجّه نحو صناعة الثروة، والإسهام في الجهد الإنساني بما ينفع الناس، كي تحتل الجزائر مقامها المستحق في المحفل العالمي.
وليس ارتفاع سقف الطموح بمستغرب، فالجزائري، بعد سنوات من (البأساء والضّراء)، لم يكن يعرف سوى ارتفاع الضرائب، وغلاء الأسعار، وألوان من الضّنك وصعوبات المعيشة، حتى إنه ألف من الخطاب أن يتزين بالشعارات الرّنانة، والمواعيد الخلاب، وإذا بالرئيس تبون يقلب الأوضاع، ويعيد ترتيب الأمور بأسلوب لم يتوقّعه أحد، وإذا ما يتقرّر في الخطاب، يتحقق في ساعته، وإذا آهات المواطنين التي كانت تذهب سدى، تتحوّل إلى انشغال حقيقي للرئيس شخصيا، لا يتركها إلى أن يبتّ فيها بأمر نافذ، وإذا بالحياة العامة تتحوّل إلى ورشة حقيقية.. كل القطاعات تحركت في وقت واحد، من التشغيل إلى الإسكان والتعليم، مع مكافحة كل ما يمكن أن
مسّ بالمواطن ومقدّرات معيشته، بداية من الحرب المعلنة على البيروقراطية في جميع أشكالها، إلى مكافحة المهربين والمضاربين غير الشّرعيين، ومحاصرة الفاسدين المفسدين، وتحصين الحدود الوطنية، والذود عن القيم الجزائرية الأصيلة، وجهود أخرى كثيرة لمس المواطن فيها حركية غير معهودة، ومنحته الإحساس بالإخلاص في الأداء والقول والعمل..
لقد حقق الرئيس تبون للجزائر ما لم يتحقق منذ الاستقلال، ولعل أهمّ منجز له، يبقى استعادة معنى الدّولة من خلال استرجاع ثقة الجزائريين في بلدهم، بل في أنفسهم، وفي قدرتهم على رفع أعلى التّحديات.. وهذا مناط النجاح..