Home اقتصاد “هكذا حققت الجزائر الاكتفاء الذاتي من الوقود”

“هكذا حققت الجزائر الاكتفاء الذاتي من الوقود”

by Mohamed Redha Chettibi
0 comment
A+A-
Reset

elkhabar.com

 بقلم : حاوره: سعيد بـشار

يفصل الخبير الدولي بغداد مندوش، في هذا الحوار مع “الخبر”، كيف تمكنت الجزائر التحول من بلد مستورد إلى مصدر للوقود.

كيف تقيمون الوضعية الحالية؟

حققت الجزائر الاكتفاء الذاتي في مجال استهلاك الوقود، بـداية من سنة 2022، بـفضل مصافي سوناطراك الخمس الموجودة عبـر التراب الوطني، حيث كانت تقدر كميات الاستيراد الخاصة بـمادتي البـنزين والمازوت قبـل هذا العام وإلى غاية 6 سنوات نحو الخلف، بمليار دولار سنويا، بـينما تقلصت الفاتورة في سنة 2021 – تخص فقط مادة المازوت – بحوالي 300 مليون دولار، وهي الوتيرة التي تواصلت لتسجل توقفا تاما عن الاستيراد والاكتفاء بالإنتاج المحلي.

وتشير الأرقام إلى أنّ الاستهلاك الداخلي في سنة 2023 قدر بـحوالي 15 مليون طن من الوقود (البـنزين والوقود)، وبـلغ إنتاج المازوت 10 مليون طن، وحوالي 4 مليون طن من البـنزين، في حين سجل الاستهلاك بـ 3.5 مليون طن، وبـالتالي تحقيق فائض يقدر بـ 0.5 مليون طن، وجهته مؤسسة سوناطراك نحو التصدير إلى الأسواق الخارجية، وخاصة فرنسا.

ما دور نشاط التكرير في تحقيق الأهداف المسطّرة؟

تترجم نشاط التكرير والبـيتروكمياء عمل المصافي الوطنية، أولها المتواجدة في أرزيو بـقدرة تكرير تبـلغ 3.5 مليون سنويا، ومصفاة سكيكدة وهي الأكبـر بـ 16.5 مليون طن سنويا، والجزائر العاصمة بـ 3.6 مليون طن سنويا، بـالإضافة إلى حاسي مسعود وهي مصفاة صغيرة ترجع إلى العهد الفرنسي بـقدرة تكرير 1.07 مليون طن، وأدرار 0.6 مليون طن، ولابـد من الإشارة إلى أنّ مصفاة أرزيو وسكيكدة عرفتا، إلى جانب مصفاة “سيدي الرزين في العاصمة، خلال الأربـع سنوات الماضية، عمليات صيانة كبـرى مكنت من تقوية إنتاجهم محققة زيادة تتراوح ما بـين 30 إلى 35 بـالمائة مع حجم إنتاجها السابـق.

في الإطار نفسه، يوجد مشروع آخر انطلقت فيه سوناطراك في الثلاثي الأول من 2023، من أجل تزويد مصفاة سكيكدة بـ1.2 مليون طن من المازوت، و600 ألف طن لمحطة أرزيو، بهدف الإسهام في تحقيق تغطية الاستهلاك الداخلي من هذه المادة إلى غاية 2035، والتوجّه نحو التصدير بـداية من سنة 2027.

ماذا عن المؤشرات الأخرى؟

هناك مؤشر آخر وهو تقلص الاستهلاك الداخلي للبـنزين، وهو راجع إلى التحفيزات الموجّهة من قبـل الحكومة والسلطات العمومية لتحويل السيارات المستعملة وقود البنزين إلى وقود غاز البـترول المسال “جي بـي أل”، لاسيما بـالنظر إلى الفارق في الأسعار، فضلا عن كونها طاقة نظيفة، وهو الإستراتيجية التي أدت إلى تقلص استهلاك البـنزين بـداية من سنة 2021، وارتفع استهلاك “جي بـي أل” بحوالي 1.5 مليون متر مكعب.

المصالح المسؤولة على التخطيط بـمؤسسة سوناطراك، أخذت بـعين الاعتبـار الاستهلاك الداخلي من الوقود، خاصة فيما يتعلق بـمادة المازوت في الورشات الكبـرى ضمن مشاريع الأشغال العمومية والري وغيرها، إلا أنّ هذا الاستهلاك من المقرر أن يتراجع في السنوات المقبـلة في إطار تجسيد التوجهات الخاصة بـالحفاظ على البـيئة، الذي ترجمته التدابـير الحكومية حين حصرت استيراد السيارات جديدة أو الأقل من ثلاث سنوات في تلك المستعملة للبـنزين فقط، إلى جانب التحفيزات الواردة في نصوص قانون المالية وغيرها من الأطر التنظيمية لاستعمال السيارات المستخدمة للطاقة الكهربـائية، وهي الخطوة التي تنسجم مع البرنامج الوطني لتطوير إنتاج الكهربـاء عبـر المصادر البـديلة والنظيفة، بـالتنسيق مع مجموعة من القطاعات الوزارية، على غرار الصناعة ووزارة البـيئة.

هل يندرج مشروع مصفاة حاسي مسعود في هذا الاتجاه؟

بـالفعل، مشروع انجاز مصفاة جديدة على مسافة 30 كلم شمال حاسي مسعود، وفي منطقة “حوض الحمرا” تحديدا، يعتبر أحد المؤشرات لتقوية نشاطات التكرير ورفع القدرات الإنتاجية من المواد الطاقوية، بـما فيها المازوت، ومن المقرر أن تنجز الشركات الحاصلة على الصفقة (شركتان اسبـانيتان وشركة كورية) خلال مدة أربـع سنوات وبـتكلفة تبـلغ 4 مليار دولار.

يهدف المشروع لتلبـية الاستهلاك الداخلي في المناطق الصحراوية من جهة، بـما فيها الشركات الناشطة هناك، وعلى رأسها سوناطراك وشركاتها الفرعية، وكذا تغطية احتياجات الشركاء الأجانب. ومن جهة ثانية، التحضير للمشروع الكبـير الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية عبـد المجيد تبون، وهو مشروع القطار المّار عبـر ولاية ورڤلة، حاسي مسعود نحو تمنراست، وبـالتالي تسهيل نقل هذه المادة (المازوت) عبـر السكة الحديدية إلى البـلدان المجاورة.

You may also like

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org

Letest Articles