الشريف داودي
نجح الطالب محمد الأمين طقّح من جامعة عمار ثليجي بالأغواط في اختراع نظام جديد من حيث آلية العمل لإطفاء حرائق السيارات أتوماتيكيا وهو ما تأكد واقعا بتجربة على سيارة أحد النشطاء الجمعويين بمنطقة تواجده ببلدية الحاج المشري التابعة لولاية آفلو المنتدبة شمال الأغواط.
وهو الإنجاز العلمي الذي عدّ مشروعا مبتكرا منح صاحبه وسم وزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة “علامة مشروع مبتكر” الذي يعتبر ملكية فكرية بمثابة براءة اختراع وطنية، في انتظار إتمام إجراءات الحصول على براءة اختراع دولية التي من المؤكد أنها ستفتح لصاحبها مستقبلا وآفاقا واعدة.
وفي تصريحه لجريدة الشروق أفاد محمد الأمين صاحب 24 ربيعا الذي يدرس في السنة الأولى ماستر تخصص الصناعات البتروكيماوية، أن فكرة المشروع تخمّرت لديه بعد استفحال ظاهرة حرائق السيارات وتسجيل وفيات دون بارقة أمل لحل المشكل، كان ذلك أيضا بعد رويته لفيديوهات على اليوتوب لسيارات تحترق.
مقابل انعدام مبادرات في هذا الشأن غير نظام اعتمدته إحدى العلامات العالمية لحماية السيارات الفخمة وأثبت فشله. ومن عيوبه الظاهرة أنه يحتاج إلى عدد من قارورات الإطفاء ويضاعف وزن السيارة.
وكان للاستعدادات الفطرية التي تولّدت لدى محمد دافع حقيقي لخوض غمار التجربة. فكانت أول فكرة هي كيفية إنقاذ السيارات والأرواح بإنشاء نظام أوتوماتيكي باستعمال الذكاء الاصطناعي في إطفاء السيارات والمركبات دون تدخل العنصر البشري في أقل زمن ممكن. وهو ما تحقق في زمن يقدر بأقل من 10 ثوان للاستجابة من خلال نظام إطفاء حرائق السيارات E-R50 الذي يعتبر الأول من نوعه عالميا من حيث آلية العمل.
فهو يستطيع التنبؤ بالحريق حتى قبل حدوثه بفضل آلية الذكاء الاصطناعي المدمج. أين يتم تلقي إشارات بوجود حريق فعلي، ترسل إلى الذاكرة المركزية للنظام لمعالجة الحالة بتدخل الجزء الكيميائي لإطفاء الحريق. ومن ميزات هذا النظام، التنبؤ بالحريق قبل حدوثه بفضل آلية الذكاء الاصطناعي المدمج وهو يطفئ الحريق بدمج غاز من نوع خاص مع بودرة الإطفاء.
الجامعة احتضنت الفكرة وشجعت المشروع
بعد تجربة النظام ونجاحه الفعلي عرضه صاحبه على مدير الجامعة البروفيسور بن برطال جمال الذي رحب بالفكرة أيما ترحيب ووافق على المشروع المتابع حاليا في حاضنة الأعمال بجامعة الأغواط بعنوان (نظام إطفاء حرائق السيارات الأوتوماتيكي) في نسخته الأولى التي تحمي نحو 50 بالمائة من السيارة أي جهة المحرك. في وقت تجري فيه أبحاث وأعمال أخرى ليشمل النظام باقي أجزاء السيارة في الجهة السفلية والخلفية للسيارة. ويقول المخترع الصغير إنه مختص في الجانب الكيميائي ولإتمام وتجسيد فكرته كان بحاجة لجوانب أخرى. وهو ما استدعى منه الانكباب على دراسة مجالات وتخصصات أخرى كالبرمجيات وكهرباء السيارات على مدار نحو عامين استهلكت قدراته في كل الاتجاهات.
وفي هذا الصدد، يقول محمد الأمين إنه كانت لديه عدة تجارب فاشلة كادت توقف المشروع قبل ميلاده، لولا تدخل النائب البرلماني بلخير زكرياء الذي أخذ بيده ورتّب له لقاء مع وزير اقتصاد المعرفة الذي بدوره شجع الفكرة ودعمها، وهو ما كان بالنسبة لي المنعرج الحاسم لمواصلة الاجتهاد. وهذا النظام يضيف أنه يقوم بعمله عندما تزيد درجة الحرارة عن 105 ليقوم بالتنسيق التلقائي والإطفاء الأتوماتيكي للسيارة حتى ولو كانت متوقفة ومركونة في المرآب.
نسبة الحماية 70 بالمائة
يعتزم محمد الأمين تطوير اختراعه في الاتجاه الذي يشمل عدة جوانب. بينها حماية السيارات بشكل أكبر في الجهة السفلية والخلفية لتصل نسبة الحماية إلى حدود 70 بالمائة لتشمل كامل أجزاء السيارة. ليتجاوز بعد ذاك السيارات من خلال اعتماد نظام إطفاء أتوماتيكي آخر يتعلق بحرائق الغابات التي أتت على الأخضر واليابس في السنوات الأخيرة وكبّدت خسائر كبرى. ليشمل الاختراع بعدها المؤسسات الكبرى على شاكلة البترولية منها وغيرها من مقرات المؤسسات الكبرى والإدارات ومكاتب الشخصيات المهمة.
ويؤكد المبتكر أنه على استعداد لتأمين سوناطراك في هذا الجانب خاصة محطات الوقود وملاحقها. ويبقى من بين الأهداف الأخرى تطوير المشروع وفق نظام أوتوماتيكي يستغنى فيه تماما عن قارورات الإطفاء المكلفة واستعمال الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالحرائق قبل وقوعها.
وعن سؤالنا حول موقفه إذا ما إذا أتيحت له الفرصة خارج الوطن، أكد سفير جامعة الأغواط أنه سيستغلها أحسن استغلال للعودة مجددا بكامل الزاد لاستثمار مهاراته في خدمة بلاده الجزائر.
طالب بجامعة الأغواط يبتكر نظاما آليا لإخماد حرائق السيارات – الشروق أونلاين (echoroukonline.com)