183
لا أحد ينكر أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم برئاسة وليد صادي قد وفر الظروف اللازمة للمنتخب قبل نهائيات أمم أفريقيا تماما كما فعلت باقي المنتخبات الإفريقية و على الرغم من ذلك ركز بعض المنتقمين و ليس المنتقدين في تحليلهم لبيان المكتب الفيدرالي على هذه الجزئية و قالوا إنها سابقة في تاريخ المنتخب اي توفير الظروف المثالية و نسوا أن نفس الظروف و ربما أفضل منها بكثير و هذا بشهادة أغلب اللاعبين كانت قد توفرت للمنتخب أيضا في تحضيراته لنهائيات أمم إفريقيا ألفين و تسعة عشر في عهد الرئيس السابق للفاف خير الدين زطشي عندما أقام المنتخب معسكره في العاصمة القطرية الدوحة و أجرى مباريات ودية و كان يقيم في أفخم فندق في قطر و يتدرب في أجمل الملاعب و النتيجة تعرفونها التتويج بجدارة و استحقاق بكأس أمم إفريقيا بعد ان سيطر بالطول و العرض على كل منافسيه ، هذا فقط لنذكر أولئك الذين ركزوا مطولا على جزئية توفير الامكانيات للمنتخب و الحقيقة هي أن نفس الامكانيات و ربما أكثر كانت قد توفرت أيضا في عهد زطشي و شرف الدين عمارة و تلك حقائق موثقة .
لكن السؤال هل تطرق أعضاء المكتب الفيدرالي إلي موضوع مهم و هو حماية المنتخب من ظلم التحكيم كما وعد قبل انطلاق البطولة و قد شاهد الجميع كيف تسبب سوء التحكيم في اقصاء المنتخب بحرمانه من ركلات جزاء كانت واضحة وضوح الشمس وهذا ليس دفاعا عن المدرب أو اللاعبين بل تلك حقيقة وقف عليها الجميع في كوت ديفوار و السؤال هو لماذا لم تتمكن الفاف من حماية المنتخب و لم يسمع لها أصلا لذلك كان عليهم مناقشة ذلك بكل شجاعة ايضا و تقديم رؤيتهم المستقبلية لكيفية حماية المنتخب.
ثم لماذا لم يناقش الإعلام عندنا قضية حساسة أيضا وتكون قد اثرت على معنويات اللاعبين كما بلغني و تتعلق بالمستحقات التي لم تدخل حساباتهم كما وُعدوا بها قبل انطلاق النهائيات بعد ان قطعوا تأشيرة التأهل لأمم أفريقيا كافضل منتخب في التصفيات في حين أن أغلب المنتخبات حتى تلك التي ليس لديها إمكانيات مادية كبيرة دفعت مستحقات لاعبيها فكان لابد من التطرق إلى جميع هذه النقاط اثناء اجتماع المكتب الفيدرالي لأن التقييم الحيادي و المنطقي يقتضي مناقشة السلبيات و الإيجابيات و ليس فقط التطرق لأسباب الاخفاق و تحميل كل المسؤولية للطاقم الفني دون غيره ؟
و أخيرا هل ناقش أعضاء المكتب الفيدرالي مسالة عقد المدرب الوطني جمال بلماضي الساري المفعول و كيف سيتم حل هذا الإشكال مع المعني بالأمر قبل تعيين مدرب جديد حتى لا نقع في أزمة قانونية لا قدر الله ، كل تلك النقاط كان لابد من طرحها و مناقشتها و تنوير الرأي العام بشأنها كي تكون القرارات التي تصدر لاحقا من طرف المكتب الفيدرالي ذات مصداقية …