كان مصالي الحاج يعلم أن السياسة وحدها سوف لن تكفي لاستقلال الجزائر، و هو من هو في حنكته و تمرّسه… حيث كان من الؤسسين الثلاثة لحزب نجم شمال افريقيا في فرنسا في مارس 1926 تحت إمرة الأمير خالد حفيذ الامير عبد القادر و بعدها اسس حزب الشعب الجزائري PPA في مارس 1937 في فرنسا دائما غير أن هذه المرة نقل نشاط الحزب الى الداخل الجزائري في جوان من نفس السنة و ذاع صيته بين “الاهالي المظلومين” حيث استطاع الحزب في ظرف قياسي الاستحواذ على قلوب و عقول الشعب الجزائري، فاندمج أغلب شبابه في صفوف الحزب الذي يحمل اسمهم:حزب الشعب الجزائرري.
و سرعان ما احس المستعمر بخطورة هذا التحشيد فحلّ الحزب في أواخر سبتمبر 1939 و اعتقل معظم كوادره و زجّ بهم في السجون و كذا زعيمهم مصالي حكِم عليه بالاشغال الشاقة…و ليته ما فعل،لأن الاشغال الشاقة الحقيقية ستكون من نصيب مئات الآلاف من جنود المستعمر و ضباطه بع 15 سنة بالضبط…
بعد خروج مصالي الحاج من السجن في اكتوبر 1946، راح و كعادة كل المناضلين الوطنيين في ربوع العالم يُعِدّ الى بعث حركة أخرى كي يدافع على حقوق بلاده الجزائر… فوُلِدت حركة الانتصار للحريات و الديمقراطية MTLD في ديسمبر 1946… و كان خطها السياسي يهادن شيئا ما الادارة الاستعمارية كي يتفادى حلّ الحركة من جديد و فضل دخول الانتخابات التشريعية التي كانت ستقام في افريل 1948 بعد أن أضفت فرنسا الاستعمارية شيئا من اصلاحات شكلية بالقانون التنظيمي للجزائر سنة 1947.
غير أن الشباب الذي ذاق ويلات السجون الفرنسية بعد حلّ حزب الشعب الجزائري،لم يرق له الخط السياسي الجديد للحركة، فراح يضغط على القيادات وصولا الى مصالي نفسه، فسمح أخيرا بتأسيس جناحا عسكريا و هو المنظمة الخاصة OS سالفة الذكر (فيفري 1947)… و تيقّن مصالي ان القرار كان صائبا بعد مهزلة التزوير التي طالت تشريعيات افريل 1948.
لم يرْقَ عمل المنظمة السرية لما كان مرجوّا منه ، حيث أن نقص الأموال كان له الاثر الكبير على نشاط المنظمة… و لكن أهم ما تجسد حينها هو عملية التحشيد و التدريب و هذا سيخدم الثورة التي ستنطلق بعد سنواة قليلة خدمة غاية في الأهمية…كانت عملية السطْو التي طالت بريد وهران في 1949 و التي قاما بها بن بلة و آيت أحمد
من أهم العمليات حيث بلغ المبلغ المتحصل عليه : 3.070.000 فرنك فرنسي قديم و هذا مبلغ ظخم و قد ساهم فيما بعد بشراء بعض الاسلحة و تكوين الشباب تكوينا عسكريا.
————يُتْبع———–