ضرورة الفتوى والتوجيه الشرعي
في ظل الظروف الراهنة والمضاربة القائمة حول أسعار الأضاحي، يطرح سؤال مهم: هل يجوز صرف أموال الأضاحي لإعانة إخواننا في فلسطين بدلاً من شراء الأضحية؟ هذا التساؤل ينطلق من الواقع الصعب الذي يعيشه إخواننا في فلسطين حيث يعانون من الاضطهاد والقمع، مما يجعل حاجتهم للمساعدة أكثر إلحاحًا.
القاعدة الفقهية والنظر الشرعي
يجب أن نتذكر أن القاعدة الفقهية تنص على أن الله لا ينوب عن عباده فيما كلفهم به. وبناءً على ذلك، فإن واجب الإعانة يصبح فردياً على كل من يقدر على ذلك. إن إحياء أنفس إخواننا أولى من نحر الكباش، حيث يمكن أن تكون الأموال التي تنفق على الأضاحي أكثر فائدة في إنقاذ حياة المحتاجين.
التوازن بين الواجبات الشرعية
إذا قال أحدهم إنه لا تعارض بين الأضحية وإعانة المحتاجين، فنقول له: بارك الله في رزقك إذا كنت قادرًا على ذلك. لكن لماذا كل هذا الصخب حول ثمن الكباش؟ يجب أن نعي أن الشعب الذي يسيطر عليه الموال والجزار يبقى غاشي، ولا يصبح شعبًا واعيًا. إن التضحية ليست مجرد طقس ديني، بل هي تعبير عن القيم الإنسانية والدينية التي تحثنا على مساعدة المحتاجين والمظلومين.
الاعتبار الأنثروبولوجي والديني
من المؤسف أن بعض الناس لا يحركهم حتى الدين، بل الأنثروبولوجيا الخاصة بهم فقط. الدين من الأنثروبولوجيا، نعم، ولكن يجب أن نفصل بينهما عند الحاجة. الرسالة هنا واضحة: يجب أن نتبنى نهجًا يوازن بين الطقوس الدينية والواجبات الإنسانية. لقد أفتيت نفسي، وعلى كل شخص أن يتبع ضميره في هذا الأمر.
الخلاصة
إن الواجب الإنساني والديني يدعونا إلى النظر بعين الرحمة والتعاطف مع إخواننا في فلسطين. في ظل هذه الظروف، قد يكون من الأفضل توجيه الأموال التي كانت مخصصة للأضاحي نحو مساعدة هؤلاء المحتاجين، بشرط أن يكون ذلك وفقًا للضوابط الشرعية وتوجيهات الفقهاء المعتبرين. وفي النهاية، كل شخص مسؤول عن قراراته أمام الله وضميره.
كما يجب التأكد من أن أي تصرف من هذا القبيل يتوافق مع القوانين المحلية والدولية، لضمان الالتزام التام باللوائح القانونية والشرعية
2 comments
في الصمييييييييييم
بسم الله الرحمان الرحيم
(لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ). [آل عمران:92]