تحت رعاية رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول السعيد شنقريحة، شهدت ندوة بعنوان “صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة الوطنية” تأكيدًا على أهمية تبني مقاربات وطنية منسجمة مع التطورات الراهنة. وأكد شنقريحة خلال كلمته على أن صناعة المحتوى الرقمي الحافظ للذاكرة يمثل رهانًا أساسيًا للمحافظة على الأرث التاريخي للجزائر، والدفاع ضد جميع محاولات التزييف والتحريف والتشويه التي تستهدف الذاكرة الوطنية.
في سياق تطور الحروب الحديثة، أصبح الأمن يشمل الأمن الهوياتي، والأمن المجتمعي، والأمن السيبراني. الأمن الهوياتي يشير إلى حماية الهوية الوطنية والثقافية للشعوب، في حين يتعلق الأمن المجتمعي بالحفاظ على استقرار المجتمع وتعزيز التضامن الاجتماعي. أما الأمن السيبراني فيعني حماية البيانات والمعلومات الرقمية من الهجمات الإلكترونية والتهديدات السيبرانية.
في حروب الهجينة المعاصرة، تستخدم وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي كأدوات أساسية في استراتيجيات صناعة عدم الاستقرار. تهدف هذه الاستراتيجيات إلى استهداف الهوية الثقافية والحضارية للأمم، من خلال طمس الهوية الوطنية وتشويه التاريخ ونشر المعلومات المضللة والتشكيك في الرموز الوطنية.
بالنظر إلى هذه التحديات البالغة الخطورة، يبرز دور الجيش ورئيس أركانه في الدفاع عن الهوية الوطنية وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية. يعزز استخدام التقنيات الحديثة في الاتصالات من قدرة الدولة على مواجهة التحديات السيبرانية والثقافية والاجتماعية، وتعزيز القيم الوطنية والثقافية في وجه التحديات المعاصرة الكبيرة التي تواجهها.