في إطار الاستراتيجية الهادفة إلى تعزيز التوازنات البيئية وتطوير البنية الخضراء لمدينة الجزائر، يُعد مشروع حظيرة الرياح الكبرى أحد المشاريع البيئية الرائدة التي تسعى لتحقيق هذه الأهداف. تمتد الحظيرة عبر خمس بلديات بمساحة 1059 هكتار، وتهدف إلى تحسين البيئة الحضرية وتعزيز المساحات الخضراء في العاصمة.
الحظيرة
تضم حظيرة الرياح الكبرى مجموعة متنوعة من المرافق والبنى التحتية التي تجعلها وجهة مميزة لمحبي الطبيعة والبيئة. تشمل هذه المرافق:
- الفضاءات الخضراء: تم تصميم الفضاءات الخضراء في الحظيرة بطابع غابي، حيث تزرع أشجار مثمرة ونباتات عطرية وطبية، ما يضفي طابعًا طبيعيًا وصحيًا على المكان.
- البحيرة الاصطناعية: تم إنشاء بحيرة اصطناعية في قلب الحظيرة، تضفي جمالية خاصة على الموقع وتوفر بيئة مائية تساعد في استقطاب الطيور والحياة البرية.
- دار البيئة: يُعد مركز دار البيئة جزءًا رئيسيًا من المشروع، حيث يوفر للزوار فرصة لاكتشاف مختلف أنواع النباتات والأشجار، ويعزز الوعي البيئي من خلال ورش العمل والمعارض التثقيفية.
- مسارات المشي والجري: تتوفر في الحظيرة مسارات مخصصة للمشي والجري، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لممارسة الرياضة والتمتع بالطبيعة.
- مناطق الاستراحة والتنزه: تحتوي الحظيرة على عدة مناطق مخصصة للاستراحة والتنزه، مجهزة بمقاعد وأماكن للجلوس تتيح للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
- المشاتل: تم تخصيص مناطق لإنشاء مشاتل خاصة بالنباتات والشجيرات، بهدف تعزيز التنوع النباتي ودعم عمليات التشجير المستدامة.
- جدار الإحاطة: يحيط بالحظيرة جدار يمتد عبر خمس بلديات، لضمان حماية المنطقة والحفاظ على أمن الزوار.
زيارة الوالي
قام والي الجزائر بزيارة تفقدية لمتابعة سير الأشغال في الحظيرة. شملت الزيارة معاينة الأشغال الجارية في الجهة الجنوبية، حيث يتم إنجاز الفضاءات الخضراء. وبعد الاستماع لعروض من شركات الإنجاز، قدم الوالي تعليمات صارمة لتسريع وتيرة العمل، بما في ذلك العمل بنظام ثلاثة في ثمانية طوال أيام الأسبوع، وتسريع عملية التشجير، وإزالة الردوم المتواجدة بالقرب من الحظيرة، وتنظيف المحيط، وإنجاز جدار الإحاطة. كما أكد على ضرورة وضع رزنامة محددة لمدى تقدم وتيرة الأشغال لضمان الالتزام بالمواعيد النهائية، حيث من المتوقع أن تكتمل جميع الأعمال بحلول نهاية العام الحالي. تشمل هذه الأعمال الانتهاء من زراعة الأشجار والنباتات، تجهيز البحيرة الاصطناعية، واستكمال بناء دار البيئة وجدار الإحاطة، بالإضافة إلى تجهيز المساحات المخصصة للمشي والجري والاستراحة.
من المتوقع أن يسهم مشروع حظيرة الرياح الكبرى في تحسين البيئة الحضرية للعاصمة الجزائرية، وتعزيز المساحات الخضراء، وتوفير فضاءات ترفيهية وتعليمية للمواطنين. يعكس المشروع التزام الولاية بتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على التوازنات البيئية، مما سيعود بالفائدة على جودة الحياة لسكان العاصمة.
يمثل مشروع حظيرة الرياح الكبرى خطوة هامة نحو تحقيق رؤية استراتيجية لتطوير العاصمة الجزائرية وتحسين جودة الحياة لسكانها. من خلال تسريع وتيرة المشاريع البيئية وتعزيز البنية التحتية الخضراء، تسعى الولاية إلى خلق بيئة مستدامة وجذابة تلبي تطلعات المواطنين وتحافظ على التراث الطبيعي للمدينة.