حددت الجزائر خارطة طريق لتطوير البديل الأخضر ممثلا في الهيدروجين الأخضر بالأساس، مع توفير إنتاج يصل منتهاه في غضون العشرية المقبلة،و يسمح بتوفير استهلاك محلي في حدود 300 ألف طن و تصدير أزيد من 1.2 مليون طن للأسواق الخارجية،لاسيما الأوروبية منها.
ويرتقب أن تباشر الجزائر تجسيد عدد من المشاريع الرئيسية خلال السنوات الخمس المقبلة، لضمان إنتاج الهيدروجين الأخضر بهدف إنتاج نحو 1.2 مليون طن موجهة للتصدير ، حسب ما أشار إليه مدير الهيدروجين و الطاقات البديلة بمحافظة الطاقات المتجددة و الفعالية الطاقوية سلامي رابح في تصريح للإذاعة الوطنية أول أمس ، فيما سيتم تخصيص جزء من الإنتاج مقدر بنحو 300 ألف طن للسوق الوطنية ،في مسعى يرمي الى ضمان خفض البصمة الكربونية لاسيما في القطاعات الهامة للاقتصاد الوطني ،على غرار قطاع البتروكيمياء.
و تخوض الجزائر مسارا يكرس الاستدامة في مجال الانتقال الطاقوي،و التي ستضمن إحلال الهيدروجين الرمادي المستخدم في عدد من التطبيقات الصناعية مثلما هو الحال بالنسبة لإنتاج الأمونياك، حيث أكد ذات سلامي التوجه و الانتقال “نحو الإنتاج الحصري للهيدروجين النظيف في المستقبل، في سياق انتقال طاقوي لا يلبي متطلبات البصمة الكربونية المتزايدة في السوق الأوروبية فحسب، بل يضمن تموقع الجزائر أيضا كشريك رئيسي في الحد من انبعاثات الكربون العالمية”.
و يرتسم مخطط تطوير الهيدروجين الأخضر الممتد على مدى 2030-2040 ، لبلوغ أهداف أهمها تموقع الجزائر كفاعل في إنتاج و تصدير الهيدروجين الأخضر لاسيما الى السوق الأوروبيو. و تعكف الجزائر على إرساء استراتيجية تتضمن تكوين اليد العاملة المتخصصة ، التي ستمثل ركائز أساسية لإعداد اللاعبين الفاعلين المستقبليين في صناعة الهيدروجين .
وتسهم الجزائر بقوة، ضمن 9 دول عربية، في إنتاج الهيدروجين الأخضر وحماية البيئة؛ لدوره في خفض انبعاثات الكربون المسببة لارتفاع درجة حرارة الأرض وتوحش المناخ ،وهذه الدول تشكل مستقبل إنتاج الهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط ، وفق دراسة أصدرها “المركز المصري للدراسات الإستراتيجية”. وتعد الجزائر من المناطق المؤهلة بصورة كبيرة لإنتاج الهيدروجين النظيف بتكلفة منخفضة، مع تمتعها بوفرة مصادر الطاقة المتجددة.
مزايا تنافسية في مجال الهيدروجين الأخضر
يشار أن دراسة مقارنة أعدتها الشركة الايطالية المتخصصة “سنام”، حول تكلفة انتاج و نقل الهيدروجين الأخضر، عبر العديد من المناطق في آفاق 2040 ، أكدت أن الجزائر تملك مزايا تنافسية مهمة، من حيث التكلفة و الأسعار ، حيث تم تقدير تكلفة الهيدروجين التي يمكن أن يسلم من قبل الجزائر الى دولة أوروبية مثل ألمانيا، في حدود 0.98 دولار للكيلوغرام .
و أفادت نفس الدراسة بأن تكلفة إمداد هيدروجين تنافسي انطلاقا من الجزائر، تقدر بالنسبة للجزائر بنحو 0.98 دولار للكيلوغرام، مقابل 3.25 دولار للكيلوغرام بالنسبة للعربية السعودية و 1.71 دولار للكيلوغرام بالنسبة لروسيا و 1.01 دولار للكيلوغرام لاسبانيا
و تسعى الجزائر الى تطوير مجالات إنتاج و تصدير الهيدروجين الأخضر،و التحول على المدى المنظور الى قطب طاقوي هام، من خلال تجسيد مشاريع تضمن انتاج و تصدير في مرحلة أولى ما بين 30 و 40 تيراوات ساعي، على شكل هيدروجين أخضر غازي و سائل ،توجه أساسا الى السوق الأوروبي ،موازاة مع إمكانية انتاج ما يعادل 10 تيراوات ساعي من الهيدروجين الأزرق موجه للسوق المحلي .
ووفقا للدراسة المقارنة، فان تكلفة الانتاج لدى الجزائر، تبلغ 0.76 دولار للكيلوغرام بالنسبة للهيدروجين الأخضر، فضلا عن 0.22 دولار للكيلوغرام بالنسبة للنقل،و هو ما يجعل التكلفة الاجمالية تصل نحو 0.89 دولار للكيلوغرام ،و هو ما يجعل الجزائر تحوز على قدرة تنافسية في المجال.
و يشار أنه في فيفري 2024 ، وقعت الجزائر وألمانيا، على “بيان النوايا المشتركة” لإنشاء فريق عمل ثنائي حول الهيدروجين، لتعزيز ودعم الاستثمارات في جميع القطاعات الاقتصادية، العمومية والخاصة، المعنية بتطوير الهيدروجين في البلدين.
وأبدت الشركة الألمانية المتخصصة “في أن جي في ديسمبر 2022، بمناسبة تنظيم “الايام الألمانية الجزائرية للطاقة”، اهتماما مع سوناطراك، قصد تطوير “سلسلة القيم الألمانية الجزائرية للهيدروجين الأخضر”، مع التوقيع على مذكرة تفاهم تخص مشاريع الهيدروجين و الأمونياك، مع دراسة إمكانيات استيراد ألمانيا للهيدروجين الأخضر من الجزائر. كما أن سوناطراك أبرمت اتفاقيات في مجال تطوير الهيدروجين لاسيما مع شركة “ايني” الايطالية، كما برمجت مشاريع نموذجية اخرى .
خارطة طريق جزائرية لتطوير “البديل الأخضر” – الخبر (elkhabar.com)