بعد 20 من استرجاع الجزائر سيادتها اصب الشعب الجزائري يعيش في انسجام و طمئنينة، كانت تفاوتات المستوى المعيشي جد ضئيلة .
اذا ما قارنا سكان المدن الساحلية بعضهم بعضا و المدن الداخلية مع مثيلاتها و الجنوبية مع الجنوبية فسوف لن نجد فرقا يذكر.. و كذلك الامر بالنسبة لسكان الريف
في الوهلة الأولى قد تبدو لنا حياتهم شاقة نوعا ما و هذا لقلة الإمكانيات و شح المرافق الترفيهية، غير أنهم كانوا اكثر سعادة منا اليوم؛ القليل منهم يمتلك سيارة و الكل يستعمل المواصلات العامة ، كان المجتمع يحترم المعلم و المدرسة و كان امتحان شهادة الابتدائي ( 6يام) جد مهم فمن كان ينجح تقام له الولائم، ناهيك عن البكلوريا فذك شيء آخر
في تلك الفترة بدأت الجزائر تقطف ثمار سياساتها او بالأحرى ثوراتها، فهذه ثورة صناعية و تلك ثورة ثقافية و أخرى رياضية… أنتجت السينما الجزائرية اروع افلامها و الكرة الجزائرية خرجت للعلن في مونديال 1982… الكل اقتنى الدراجة قالمة النارية وتلفزيون و ثلاجة “أيني” اما الالبسة فمنتوجات النسيج الجزائري انتشرت بين افراد المجتمع كالنار في الهشيم… بُنيَت المرافق الرياضية و السياحية عبر كل ولايات الوطن…
كنت احسب ان هذا الزمن الجميل قد ولّى للأبد و من غير رجعة، لكن اظن انني كنت مخطئا لان رحمات الله لا تنقطع و هو القائل جلّ في علاه: ” إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم” و صردق ربنا العظيم، إذ اصابنا البلاء بعد تلك الفترة مباشرة و هذا لمّا غيّرنا و تغيّرنا الى الأسوء و لم نحمد الله
و اليوم انا ارى انّ الشعب الجزائري قد فهم و راح يغيّر واقعه ايجابيا و يحافظ على مكتسباته و أهمها على الاطلاق نعمتي الامن و الامان
فالحمد لله على نعمه
و وفِّقنا اللهمّ لعمل الخيرات و دفع المظالم
و اوزعنا ان نحمدك كما ينبغي لجلال وجهك الكريم