سراي محمد اسلام
قد تبدو الحملة الشرسة التي أطلقها الاتحاد الدولي للملاكمة، غير مفهومة للوهلة الأولى ، غير أن التدقيق في أعضاء مكتبها التنفيذي يجعل توقع دوافعها و أسبابها أسهل.
يضم المكتب التنفيذي لهذا الاتحاد الفاقد للشرعية الدولية ، ثلاثة أعضاء مغاربة ، و هم نبيل حيلمي ، عبد الجواد بلحاج و أميمة بلحبيب ، ما يفسر التهجم الكبير على بطلة الجزائر ، و حملة التشويه التي تعرضت لها .
و ما يؤكد هذا الطرح ، هو أن البطلة شاركت في مسابقات عالمية تحت لواء الاتحاد الدولي للملاكمة بشكل عادي ، و دون أي مشاكل ، قبل أن يغير انضمام عبد الجواد بلحاج للمكتب التنفيذي كل شيء .
و انضم المغربي بلحاج الى المنظمة شهر ماي 2022 ، و هو العام الذي بدأت فيه سياسة التضييق على إيمان خليف عامي ، و زادت سنة 2023 ،
و بلغت ذروتها في العام الحالي ، ما ينفي براءة المعني ، و الذي تلاه انضمام مواطنيه لمساعدته على اختطاف هذه الهيئة و تمرير أجنداتهم القذرة.
و يعد الاتحاد الدولي للملاكمة ، من أكثر الاتحادات الرياضية الدولية فسادا ، فقد أصبحت هيئة تجارية و وكرا لتمرير الأجندات السياسية و الإيديولوجية ، دون وضع أي اعتبار للرياضيين أو حمايتهم .
و لم يجد هذا الاتحاد الفاقد للشرعية أفضل من المغاربة ، الذين تربوا على الفساد منذ صغرهم ، نظرا لنشأتهم تحت سلطة نظام فاسد سيئ السمعة في كل أنحاء العالم ،
و فضائحه الأخيرة في الاتحاد الأوروبي خير دليل ، من أجل مواصلة السير في درب الفساد و افساد القيم الرياضية للعبة تعرف باسم ” الفن النبيل ” .
و تتبلور مقولة ” أينما وجد المغربي ، وجد الفساد ” في مثل هذه الظروف ، لدلائل كثيرة لا تخفى على أحد ، فبعد اختطاف الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم من طرف فوزي لقجع ، و الذي أصبح الآمر الناهي فيها ، ما جعل سمعتها في الحضيض ، جاء الدور على الاتحاد الدولي للملاكمة .
و يبدو أن نجاحات إيمان خليف ، و صعودها الصاروخي في عالم الملاكمة ، لم يعجب نظام المخزن ، فأمر بيادقه بتحطيم البطلة ، غير أن قوتها الذهنية و عقليتها الاحترافية لم تتأثر بهذا التشويش و ضمنت للجزائر ميدالية في أولمبياد باريس ، و هو ما فشل فيه كل الملاكمين المغاربة .
و ستواجه البطلة الجزائرية ايمان خليف ، نظيرتها التايلندية جانجايم سوانافينغ غدا في نصف نهائي الملاكمة وزن 66 كغ ، و عينها على الفوز و الوصول للنهائي لتمريغ أنوف الحاقدين و المتربصين ، و إثبات أن العقلية الجزائرية بطولية و تأبى الاستسلام .