في إنجاز غير مسبوق يبرز قدرات الصناعة الجزائرية، كشفت مؤسسة صناعة العتاد الفلاحي بسيدي بلعباس عن محور رش مخصص للزراعات الكبرى بطول يزيد عن 300 متر، موجه خصيصاً للأراضي الفلاحية في الجنوب الكبير. هذا المنتَج هو واحد من بين عشرات الآليات والعتاد المخصص للقطاع الفلاحي، والذي يتم تصنيعه بوحدات إنتاج محلية وبمقاييس تفي بالمعايير المطلوبة.
وتعتزم المؤسسة طرح 20 منتوجاً جديداً في إطار تطوير أنظمة الرش المحوري، مع انطلاق عملية التصنيع بدءاً من الربع الأخير من العام الحالي. كما تهدف إلى إطلاق منتجات إضافية في عامي 2025 و2026 بإذن الله، ما يعزز توزيع المياه بشكل متساوٍ على الأراضي الزراعية ويساهم في تحسين صحة المحاصيل وزيادة مردودها.
وقد جاءت هذه الجهود في إطار المساعي الرامية لتعزيز الناتج الفلاحي الوطني، والذي شهد طفرة كبيرة في الفترة الأخيرة. حيث كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، أن الناتج الفلاحي الخام بلغ 18 بالمئة من الناتج المحلي الخام خلال السنة الفلاحية الماضية (2023-2024) بقيمة إنتاج تجاوزت 35 مليار دولار. هذه الأرقام تعكس النمو الكبير الذي يشهده القطاع الفلاحي في الجزائر، والذي يعزز بدوره أهداف الأمن الغذائي وتقليص الاعتماد على الاستيراد.
وفي سياق متصل، أشار الوزير شرفة إلى أهمية تعزيز الجهود الميدانية في الفلاحة، مؤكداً على أن العمل في القطاع يجب أن يكون ميدانياً بالدرجة الأولى وليس إدارياً فقط. وشدد على ضرورة الاستمرار في تنفيذ المخططات التي تركز على الزراعات الاستراتيجية مثل القمح والشعير، إلى جانب تطوير استصلاح الأراضي عبر السقي للوصول إلى مليون و300 ألف هكتار مسقية في الجنوب، مخصصة للزراعات الكبرى.
بفضل هذا المنتج المبتكر، ستحقق المؤسسة مكاسب ملموسة للزبائن، فضلاً عن دورها في دعم الأمن الغذائي من خلال توفير آليات حديثة للفلاحين دون الحاجة للاستيراد. وحققت المؤسسة تغطية بلغت 65% من السوق الوطني في السنوات الأخيرة بفضل إنتاجها المحلي من آلات الجمع، والحش، والزراعة، والآلات التكنولوجية المتقدمة الأخرى.
ختاماً، تواصل مؤسسة صناعة العتاد الفلاحي بسيدي بلعباس جهودها لمضاعفة الإنتاج وتطويره بما يضمن تحقيق الأمن الغذائي، ويعزز مكانة الجزائر في الصناعات الفلاحية المتطورة.
Hope&ChaDia