في خطوة تحمل آمالاً كبيرة لتعزيز الاندماج الاقتصادي والابتعاد عن الإرث الاستعماري، أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) المكونة من 15 دولة، خطتها لإطلاق عملتها الموحدة الجديدة “إيكو” بحلول عام 2027. هذه العملة، التي سبق أن أُلغيت، تعود الآن في ظل طموحات كبيرة وأجواء متفائلة.
الهدف: تعزيز الاستقلال المالي
تأتي هذه الخطوة في سياق الرغبة الملحّة للدول الإفريقية في التحرر من السيطرة الاقتصادية الفرنسية، حيث يُعتبر الفرنك الإفريقي (CFA) رمزاً للنفوذ الفرنسي المستمر. وتشير التقارير إلى أن فرنسا، التي تواجه تحديات سياسية واقتصادية وثقافية داخلية، قد تجد صعوبة متزايدة في فرض سيطرتها النقدية السابقة على المنطقة.
القرار بإعادة إطلاق “إيكو” ليس مجرد إجراء اقتصادي، بل هو خطوة رمزية لاستعادة السيادة النقدية للدول الأعضاء. فقد اعتمدت المجموعة خارطة طريق تُشدد على ضرورة تحقيق معايير اقتصادية موحدة، تضمن استدامة العملة ومنع تفاوت الأعباء بين الدول الأعضاء.
فوائد العملة الموحدة
العملة الجديدة تعد بالكثير من الإيجابيات، منها:
- تقليل تكاليف التجارة: من خلال إلغاء الحاجة إلى تحويل العملات بين الدول الأعضاء.
- تحفيز التجارة البينية: تعزيز التبادلات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، مما يعزز النمو الاقتصادي.
- تسهيل المعاملات المالية: تسريع الإجراءات التجارية داخل المجموعة وخارجها.
هذه الفوائد تمثل جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين دول غرب إفريقيا.
التحديات ومعايير التقارب
رغم التفاؤل، تواجه المبادرة تحديات كبيرة، أبرزها ضرورة تحقيق معايير تقارب اقتصادية صارمة تشمل:
- ضبط معدلات التضخم: بحيث تبقى في مستويات مقبولة ومتشابهة.
- تقليل حجم الديون: تحقيق توازن في الديون بين الدول الأعضاء لتفادي أن تتحمل بعض الدول أعباء الآخرين.
إضافة إلى ذلك، هناك عقبة أساسية تتمثل في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا، الذي تأسس عام 1994 ويربط العملات المحلية بالفرنك الإفريقي. فك هذا الارتباط يتطلب خطوات جريئة لإنهاء النفوذ الفرنسي في المنطقة.
إرث الهيمنة الفرنسية
منذ عقود، تسعى الدول الإفريقية للتخلص من الفرنك الإفريقي، إلا أن التدخلات الفرنسية من خلال الانقلابات والاغتيالات والتلاعب بالانتخابات، كانت دائماً تعيق هذه الجهود. ولعل قرار إطلاق “إيكو” يعكس وعياً متزايداً بأهمية كسر هذه القيود وتحقيق الاستقلال النقدي.
ما الذي ينتظرنا؟
يبقى السؤال: هل ستسمح فرنسا لهذه الدول بالمضي قدماً في خطتها؟ الجواب يعتمد على مدى استعداد الدول الأعضاء لمواجهة الضغوط والتحديات الخارجية. إذا نجحت هذه المبادرة، فإنها قد تكون نموذجاً يُحتذى به لباقي القارة.
ختاماً، “إيكو” ليست مجرد عملة، بل هي رمز للأمل والاستقلال في غرب إفريقيا
للاطلاع على شرح كامل، يمكنكم مشاهدة البودكاست الخاص بالأستاذ كمال ديب عبر الرابط التالي:
Hope & ChaDia