أعادت حادثة الطفل المغربي ريان إلى الأذهان عملية إنقاذ العجوز فطيمة بولاية سطيف، التي سقطت في البئر، وتم إخراجها حية من طرف رجال الحماية المدنية في عملية تعتبر من أنجح العمليات في العالم.
الجزائريون يتذكرون عياش الذي سقط في البئر وفارق الحياة بعد محاولة إنقاذ لم تكلل بالنجاح، وكانت ظروفها مشابهة لحادثة ريان الذي فارق الحياة هو الآخر، وفشلت عملية إنقاذه التي تابعها الملايين على المباشر مثلما تابعوا حادثة هلاك عياش.
لكن قليلين هم الذين يتذكرون حادثة العجوز فطيمة التي سقطت في البئر بولاية سطيف في ظروف مماثلة لحادثتي عياش وريان، لكن عملية إنقاذ العجوز فطيمة كللت بالنجاح بعد عمل احترافي لرجال الحماية المدنية بولاية سطيف الذين انفردوا بإنجاز باهر أعادوا به الحياة لامرأة أدركت الموت تحت الأرض.
الحادثة وقعت بتاريخ 1 جويلية 2020 ببلدية القلتة الزرقاء بشرق ولاية سطيف، وبالضبط بقرية بوجنادة أين سقطت عجوز تبلغ من العمر 75 سنة في بئر ارتوازية عمقها 120 متر وقطرها 40 سم. وتعد حادثة الحاجة فطيمة، حسب المختصين، أعقد بكثير من حادثتي ريان وعياش، لأن العجوز هوت 40 مترا داخل البئر، وظلت عالقة في هذه النقطة بعد ما لامست الماء برجليها، ما يعني أن أي حركة إضافية تقذف بها في الماء وتجعلها من الغرقى. ورغم صعوبة المهمة، إلا أن رجال الحماية المدنية أحسنوا التصرف، فتواصلوا معها في البداية ووفروا الإنارة داخل البئر وأرسلوا لها حبلين، في نهاية كل حبل عقدة، وبما أن ذراعيها كانا ممدودين نحو الأعلى طلبوا منها أن تدخل يديها في كل عقدة فامتثلت العجوز للأمر.
وعند سحب الحبلان التفا حول معصمي العجوز لتستمر عملية السحب بحذر، مع تواصل الحديث مع العجوز التي كانت في كل مرة تؤكد تمسكها بالحبلين وبأنها تصعد إلى الأعلى رغم ضيق القناة، فتواصل السحب بتركيز كبير مع حديث مستمر مع العجوز وسط “سوسبانس” رهيب واستغرق التدخل حوالي ساعة ونصف. وبكل إتقان نجحت العملية وتمكن رجال الحماية المدنية من إخراجها من البئر سالمة لم تصب إلا بخدوش طفيفة نتيجة احتكاكها بالأنبوب.
وفور خروجها كان المشهد مثيرا للغاية وسط أجواء من الفرحة والتصفيقات على رجال الحماية المدنية الذين أدوا المهمة باحترافية عالية وحالوا دون تكرار حادثة عياش الذي توفي في نفس الظروف بولاية المسيلة في شهر ديسمبر من سنة 2018. وبهذه العملية يكون رجال الحماية المدنية بولاية سطيف قد نجحوا أين فشل المنقذون في حادثة ريان بالمغرب.
يذكر أن الحوادث المشابهة لما وقع لريان تكررت في العديد من البلدان عبر العالم فيها التي كللت بالنجاح وفيها التي انتهت بمأساة حقيقية، كتلك التي وقعت السنة الماضية بمنطقة ادلب بسوريا أين سقط طفل في بئر مكث فيه 55 ساعة وباءت محاولات إنقاذه بالفشل وفارق الحياة. وفي سنة 2019 فشلت أيضا محاولة إنقاذ طفل عمره عامين سقط في بئر بعمق 100 متر باسبانيا. بينما في الهند تم إنقاذ طفل يبلغ من العمر عاما واحدا سقط سنة 2019 في بئر بمدينة هيسار، أين قام المنقذون بحفر بئر موازية ولما اقتربوا من موقع الطفل تخلوا عن الآلات، واستمر الحفر يدويا إلى أن نجحوا في إنقاذه بأعجوبة، فظهر رجل بزي عسكري وهو يحمله سالما معافى. بينما في ألمانيا فقد تم في سنة 2018 إنقاذ امرأة سقطت في بئر بعمق 10 أمتار، وكان ذلك بالاستعانة بآلة متطورة انتشلت المرأة بسهولة وأنقذتها من الموت.
وإذا كانت عمليات إنقاذ الأشخاص الذين يسقطون في الآبار الارتوازية تستغرق في أغلب الأحيان عدة أيام، فإن عملية إنقاذ الحاجة فطيمة بولاية سطيف استغرقت ساعة ونصف فقط، تم خلالها إنقاذ العجوز على عمق 40 مترا، ولذلك فهي تعد إحدى انجح العمليات في العالم.
echoroukonline.com 07/02/2022