124
تبون خويا و ماشي صاحبي 
الرئيس يعتذر عن حضور قمة جدة و يرسل أيمن بن عبد الرحمان ممثلا له، و بهذا فقد حفظ لنا ماء الوجه و جنبنا الـ Ticket تاع الإنبطاح للبترودولار السعودي كما عهدناه عن بقية الحكام العرب.
صحيح أنني كنت متخوفا من إمكانية حضوره القمة، بسبب توفر عدد من العوامل التي تدعم هذا الطرح، خصوصا الزيارات المكثفة للمسؤولين السعوديين و انشاء مجلس التنسيق الجزائري السعودي، حتمية تسليم الجزائر لرئاسة الجامعة و أخيرا الحضور السوري بعد سنوات من الحصار.
لكن كنت شبه متأكد من عدم حضوره تقريبا، لا على أساس قراءة تحليلية، بل كان مجرد حدس مدعوم بأحد كلمات تبون الشهيرة “أحنا راسنا خشين”، و هي تدل في حد ذاتها على أنه رغم كون النظام الجزائري نظام براغماتي، إلا أنه نظام يرأسه تبون، و هو شخص يمكن إعتباره “الجزائري النموذجي” Typical Algerian بكل حسناته و مساوئه، أي أنه لم يكن أن بغلِب البراغماتية على فرصة رد الصاع صاعين، المعاملة بالمثل و بقية الصفات الجزائرية كالتاغنانت، التسنطيح و المكرة و الرجلة، و عدم حضوره القمة السعودية كان ردا على عجرفة الأمير السعودي MBS.
لكن السلطة في الجزائر، لم تعامل بالمثل بشكل خالص، بل إنها كانت أكثر رصانة، من خلال إرسال الوزير الأول بدل وزير الخارجية، ذلك أن السعودية في القمة الجزائرية كانت ممثلة في وزير خارجيتها، و يبدو ان حضور أيمن هو تمثيل على مستوى مقبول بالنسبة للسعوديين بعد التشاورات التي أجروها في الجزائر خلال زياراتهم الأخيرة.
كما يبدو أن محمد بن سلمان قام بدعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زبلينسكي، و أن بعض وسائل الإعلام الجزائرية و العربية ربطت عدم حضور الرئيس الجزائري بالدعوة التي تلقاها زيلينسكي، و هنا يجب أن نوضح نقطتين:
1- هي أن ولي العهد السعودي هو المستضيف للقمة، و من حقه دعوة من يشاء في إطار ما يقبله بقية الأعضاء، و هو كغيره ممن عقدوا القمم السابقة، يستغل القمة من أجل خدمة آجندته السياسية، محمد بن سلمان، و بعد ما سببه من إزعاج للأمريكان، من خلال التقارب مع روسيا و الصين و تطبيع العلاقات مع ألد أعدائهم (سوريا و إيران)، أصبحت اليوم في حرج، و وجب عليه إظهار شكل من أشكل الإرضاء للغرب، و من النادر أن تجد اليوم فرصة أحسن من إستضافة Soit disant أيقونة الليبيرالية و الدفاع عن العالم الحر فوهرر الكوكايين زيلينسكي.
2-( نقطة مهمة جدا) كما قلت، أن سبب عدم حضور تبون هو المعاملة بالمثل، و احتمال وجود رابط بين عدم الحضور و استضافة زيلينسكي ضعيف جدا جدا، و حتى و لو كان واردا، فإن من يروج له فهو يقوم عن علم (و خبث) أو عن غير علم بالإساءة للجزائر و الإضرار بمصالحها، فالكثير من الأعداء و الغرماء (المغرب، الكيان، إسبانيا…..) يحاولون منذ بداية الحرب في أوكرانيا إظهار الجزائر في ثوب الداعم لروسيا و المعادي لأوكرانيا، و هذا من أجل تأليب الولايات المتحدة علينا، و هو الأمر الذي إن نجحوا فيه، فقد يقنع الإدارة الأمريكية في الضغط أكثر على السلطات في الجزائر و لما لا تحقق السيناريو الأمثل المتمثل في معاقبتها بشكل من الأشكال.
المهم تبون ضربة و خلاص 