فايزة سايح
أكد تقرير نشرته ” الاندبندت عربية” موضوعه التجارب النووية فرنسية في الصحراء الجزائرية، استمرار باريس رفض الكشف عن كل ما يحيط بهذه العمليات النووية رغم خطورتها وقوتها التي تفوق ما رمته أمريكا على هيروشيما بنحو اربعة اضعاف.
وأضاف التقرير ان تكاليف أول قنبلة ذرية فرنسية تحصلت عليها فرنسا من الأموال الإسرائيلية بعد الاتفاقية المبرمة بين فرنسا وإسرائيل في المجال النووي، وأوضحت أن إجمالي التفجيرات بالصحراء الجزائرية 117 تفجيراً نووياً بمختلف المقاييس.
وقال تقرير الانديبندت عربية ، ان ما قنابل “اليرابيع” وعشرات التجارب في صحراء تفوق قوتها ما رمته أميركا على اليابانيين بنحو أربعة أضعاف، مؤكدا ان على رغم مرور ستة عقود على استقلال الجزائر عن الاحتلال الفرنسي، تظل ملفات الذاكرة عالقة بين البلدين وتقف حجرة عثرة أمام كل تقدم، وأمام مختلف القضايا المرتبطة بالإرث الاستعماري، على تعددها، يبقى موضوع التجارب النووية من أهمها وأخطرها.
كما استدل التقرير باحصائيات قدمتها الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان عدد الأشخاص الذين تعرضوا لمشكلات بسبب هذه الإشعاعات بنحو 42 ألف شخص، من بينهم 150 سجيناً جزائرياً أخرجوا من سجن “سيدي بلعباس”، غرب البلاد، لاستعمالهم فئران تجارب بعد أن ربطوا بالقرب من موقع التفجير لدراسة سلوكهم تجاه هذا الكم الكبير من الإشعاعات النووية التي تعرضوا لها، وأوضحت أن مصادر مطلعة ذكرت أن عدد الضحايا وصل إلى 30 ألف شخص في الأقل من الذين تعرضوا لأمراض ناجمة عن النشاط الإشعاعي.
واستدل التقرير بما أكدته الباحثة في القانون الدولي فضيلة ملهاق أن التجارب النووية الفرنسية خلفت كوارث بشرية وبيئية، ولا تزال المنطقة تعاني تلوث الجو بالإشعاعات النووية، وتلوث المياه، وتشوهات خلقية للمواليد الجدد، وتفشي الأمراض السرطانية وإعاقات.
كما أدت إلى انقراض أنواع من الحيوانات والنباتات، وقالت “لا تزال تلك التفجيرات تخلف ضحايا في مناطق الانفجار وضواحيها، ولكن حدود آثارها غير معروفة، فقد خلفت تلك العمليات سحباً معبأة بالمواد المشعة انتقلت إلى غاية جنوب أوروبا، وتوغلت في مناطق مجاورة للجزائر”.
وجاء في تقرير الانديبندت أيضا ما كشفه المدير السابق للمحافظة الفرنسية للطاقة الذرية إيف روكارد عن أن “كل الإجراءات التي كنا نأمل تطبيقها في اللحظة صفر في ما يتعلق بقنبلة 13 فبراير1960 المسماة باليربوع الأزرق، باءت بالفشل، سحابة مشحونة بعناصر مشعة نتجت عن هذه التجربة الأولى وصلت إلى غاية نيامي، عاصمة النيجر
وكان نشاطها الإشعاعي أكثر بـ100 ألف مرة من معدلها، وتم تسجيل تساقط أمطار سوداء في 16 فبراير جنوب البرتغال، ثم في اليوم الموالي في اليابان، هذه الأمطار كانت تحمل نشاطاً إشعاعياً اًكبر بـ29 مرة من معدلها”.
وانتهى التقرير بالتطرق الى إصرار الجزائر على طلب الخرائط الطبوغرافية لكشف مواقع دفن النفايات النووية من أجل الانطلاق في تطهيرها من المواد المشعة منعاً لاستمرار معاناة السكان، لكن باريس ترفض الطلب ، مما دفع الرئيس عبد المجيد تبون إلى التصريح بأن الجزائر مستمرة في المطالبة بتعويض ضحايا التجارب النووية.
مشدداً على أن الجزائر لن تفرط مطلقاً في حقوقها التاريخية المرتبطة بالمطالبة باستعادة الأرشيف الوطني المنهوب من فرنسا.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن جرائم الاستعمار الفرنسي لن تسقط بالتقادم.
كما جدد رئيس أركان الجيش الفريق أول السعيد شنقريحة المطالب بضرورة تسليم الجزائر الخرائط الطبوغرافية لتحديد مناطق دفن النفايات الملوثة والمشعة أو الكيماوية غير المكتشفة حتى اليوم، وأنه على فرنسا تنظيف مواقع التجارب النووية ومعالجة ملف ضحاياها.
aljazairalyoum.dz