Home تاريخ و تراث لماذا يُسرق تاريخ الجزائر؟ : نصيرة بلولة تشرح

لماذا يُسرق تاريخ الجزائر؟ : نصيرة بلولة تشرح

by Hope Jzr
0 comment
A+A-
Reset

أصدقائي الأعزاء، أهلاً وسهلاً بكم ومرحبًا. في لقائنا الجديد، سنتحدث عن موضوع مهم وهو “لماذا يُسرق تاريخ الجزائر؟”

 

الأسباب والتساؤلات

هل الخلل أو الغلطة جائت من عندنا؟ هل نحن الذين تركنا تاريخنا يضيع؟ ما الأسباب التي دفعت البعض لسرقة تاريخنا؟ هل قصّرنا في حماية تاريخنا وتعليمه في المدارس؟ هل المنظومة التربوية لها يد في هذا الوضع؟

لماذا يُسرق تاريخ الجزائر؟ هذا السؤال يستدعي منا التفكر بعمق في الأسباب والجذور التي أدت إلى هذا الوضع. هل الخلل أو الغلطة جائت من عندنا؟ هل نحن الذين تركنا تاريخنا يضيع؟ قد يكون هناك تقصير من جانبنا في العديد من الجوانب المتعلقة بحفظ وتوثيق تاريخنا. هل نحن كجزائريين لم نقدر بشكل كاف أهمية الحفاظ على تراثنا التاريخي والثقافي؟ ربما لم نعطِ الاهتمام اللازم لتعليم هذا التاريخ للأجيال الصاعدة في مدارسنا وجامعاتنا.

الأسباب متعددة، فقد يكون السبب الأول هو الضعف في النظام التعليمي الذي قد لا يعطي الأهمية الكافية لتدريس التاريخ بشكل دقيق وشامل. هل نحن، كجزائريين، نعاني من نقص في المناهج التعليمية التي تشمل تاريخنا بكل تفاصيله وأمجاده؟ إذا كان نظامنا التعليمي لا يركز بما يكفي على أهمية تعليم التاريخ الوطني، فإن الأجيال الصاعدة لن تكون على دراية كافية بأهمية هذا التاريخ ولن تكون مؤهلة للدفاع عنه ضد محاولات التزوير والتشويه.

جانب آخر من المشكلة قد يكمن في ضعف المؤسسات الثقافية والإعلامية في الترويج لتاريخ الجزائر بشكل صحيح. هل نحن كجزائريين لم نُعِر الاهتمام الكافي للمراكز الثقافية والمؤسسات الإعلامية التي تلعب دوراً حيوياً في نشر الوعي التاريخي؟ إن دور الإعلام في تسليط الضوء على الشخصيات والأحداث التاريخية الهامة لا يمكن التقليل من أهميته. إذا كانت وسائل الإعلام لا تروج لتاريخنا بشكل كافٍ، فإن العالم الخارجي سيظل جاهلاً بإنجازاتنا وتراثنا، مما يسهل على الآخرين سرقة وتزوير هذا التاريخ.

لا يمكننا أيضًا تجاهل الدور الذي تلعبه الدول الأخرى في محاولة طمس الهوية التاريخية للجزائر ونسب إنجازاتها وشخصياتها التاريخية إلى أنفسهم. هل نحن كجزائريين لم نكن يقظين بما فيه الكفاية لهذه المحاولات ولم نواجهها بالشكل المناسب؟ إن الحفاظ على التاريخ الوطني يتطلب يقظة دائمة وجهودًا مستمرة للتصدي لأي محاولات لتشويه أو سرقة هذا التاريخ.

أخيرًا، هناك تساؤلات حول مدى وعي الأفراد في المجتمع الجزائري بأهمية تاريخهم وتراثهم. هل لدينا كأفراد وكمجتمع الوعي الكافي بضرورة الحفاظ على هذا التراث ونقله للأجيال القادمة؟ هل نحن نقدر قيمة هذا التاريخ بما يكفي لندافع عنه ضد أي محاولات للتزوير أو السرقة؟ إن الوعي الجماعي بأهمية التاريخ الوطني يلعب دورًا حاسمًا في حماية هذا التاريخ من الضياع أو السرقة.

في الختام، يمكن القول إن هناك مجموعة معقدة من الأسباب التي أدت إلى سرقة تاريخ الجزائر. علينا كجزائريين أن نكون أكثر وعيًا واهتمامًا بتاريخنا، وأن نعمل بجدية على تعليمه للأجيال الصاعدة، وترويجه بشكل صحيح على الصعيدين الوطني والدولي، وحمايته من أي محاولات للتزوير أو السرقة.

 

الشخصيات التاريخية والممالك

في الجزائر، نرى أن الشخصيات التاريخية التي كانت جزءًا من هويتنا قد تم نسبها إلى دول أخرى، سواء المغرب الأقصى أو تونس. هذه الشخصيات تنتمي إلى العصور القديمة والوسطى والحديثة. من بين هذه الشخصيات نجد نوميديا التي كانت مملكة عظيمة. في السنوات الأخيرة، بدأ بعض المؤرخين التونسيين والفرنسيين يروجون لفكرة أن نوميديا لم تكن جزءًا من الجزائر وإنما كانت تونسية الأصل. هذا التغيير في التاريخ يثير العديد من التساؤلات والانتقادات.

 

سرقة تاريخ الجزائر

من بين أبرز الأمثلة على سرقة تاريخ الجزائر، نجد شخصية تينهينان التي نُسبت إلى المغرب الأقصى في معرض ثقافي أقيم مؤخرًا في موريا. تينهينان كانت ملكة الطوارق، وهم شعب يعيش في الجزائر، مالي، النيجر، بوركينا فاسو وليبيا. تينهينان لم تكن موجودة في المغرب الأقصى، ومع ذلك، تم تقديمها كشخصية مغربية في المعرض.

 

تينهينان والكاهنة

تينهينان لم تُساهم في تاريخ المغرب الأقصى، بل كانت جزءًا من تاريخ الجزائر. التناقضات التي نجدها في بعض الكتابات التاريخية تُظهر مدى الجهل أو التلاعب بالتاريخ. ابن خلدون، المؤرخ المعروف، يصف تينهينان كأميرة للطوارق، ولم يذكر أبدًا أنها جاءت من تفيلات التي أصبحت جزءًا من المغرب الأقصى بعد عام 1840 عندما قسّم الفرنسيون المنطقة بموجب معاهدة لالة مغنية.

الكاهنة هي شخصية أخرى نُسبت إلى المغرب الأقصى بشكل غير صحيح. كانت الكاهنة قايدة بربرية قوية حاربت الأمويين. تم تقديمها في بعض المعارض كشخصية مغربية، رغم أنها تنتمي إلى تاريخ الجزائر.

 

الأمير عبد القادر ويوغرطة

الأمير عبد القادر هو بطل وطني جزائري قاوم الاستعمار الفرنسي. ومع ذلك، نجد بعض المحاولات لنسبه إلى المغرب الأقصى. يوغرطة، القائد النوميدي المعروف، هو الآخر يتم تجاهل أصوله الجزائرية. وُلد يوغرطة في عنابة وتوفي في شرشال، ومع ذلك، يُقدم في بعض الكتب كأمير مغربي.

 

أهمية الحفاظ على التاريخ

من المهم جداً أن نحافظ على تاريخنا ونروج له بطرق صحيحة. يجب علينا أن نتعامل مع هذه المحاولات بوعي ونعمل على تصحيح الأخطاء التاريخية. الحفاظ على التاريخ جزء من الحفاظ على الهوية الوطنية.

 

الخاتمة

في النهاية، أصدقائي الأعزاء، يجب أن نكون واعين لهذه المحاولات ونبذل كل جهد ممكن للحفاظ على تاريخنا وتراثنا. إنه جزء لا يتجزأ من هويتنا ومن كياننا كشعب وبلد. نلتقي مرة أخرى على خير وبخير، ونراكم قريبًا إن شاء الله. مع السلامة.

You may also like

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org

Letest Articles