Home أحدث المقالات العربي بن مهيدي.. الشهيد الحي

العربي بن مهيدي.. الشهيد الحي

by Toufan
0 comment
A+A-
Reset
سهام بوعموشة

الشهيد العربي بن مهيدي، من الشخصيات الثورية المعروفة بمواقفها الوطنية والبطولية من أجل استرجاع السيادة الوطنية.

ساهم بشكل فعال في قيادة الثورة التحريرية بالولاية التاريخية الخامسة وهذا بشهادة رفقاءه في الكفاح، خطط لانجاح اضراب الثمانية أيام بالعاصمة، اعترف العدو بشجاعته.

من أشهر أقواله التي يحفظها التاريخ،“إنكم ستهزمون لأنكم تريدون وقف عجلة التاريخ، وإننا سننتصر لأننا نمثل المستقبل الزاهر”.

“إذا ما إستشهدنا دافعوا على أرواحنا، نحن خلقنا من أجل أن نموت لكي تستخلفنا أجيال لإستكمال المسيرة”.

“إن عشت بعد الإستقلال، فسأنجب لك الكثير من الأبناء، وإن أنا مت يا أمي فالجزائريون كلهم أبناؤك”.

 “أريد أن أعذب حتى أتأكد أن جسدي البائس لن يخونني”.

يقول ابن عمه عبد النور بن مهيدي، صديق طفولته في رواية نقلها الباحث السبتي الغيلاني، عن حادثة قابض القطار الذي أهانه، واشتكاه للمسؤول أن تلك الحادثة أينعت بذرة المقاومة في نفسه، حتى أنه في إحدى زياراته لأهله خلال العطلة جمع أصدقاءه وصنع خوذات من الورق، وقادهم إلى جبل محاذ، وبدأ الفوجان بقتال وهمي، وكان بن مهيدي يحفزهم قائلا “هكذا يجب أن نصطاد فرنسا كي ترحل عنا”.

ولد الشهيد بدوار الكواشي ضواحي عين مليلة في 1923، بدأ تعليمه في زاوية والده، حاز الشهادة الابتدائية في 1937، انتقل مع اسرته للعيش في بسكرة بعد أن خسرت عائلته مزرعتها.

تكفل به خاله قاضي سعيد وتحصل على شهادة دراسات تكوينية، وبما أن امكانيات العائلة لم تسمح له بدخول الثانوية اكتفى بالحصول على وظيفة محاسب في شركة هندسية عسكرية ولكن لفترة وجيزة حيث تمكن من اكتساب خبرة عسكرية وحيازة مسدس.

انضم بن مهيدي، إلى صفوف الكشافة الاسلامية وإلى حزب الشعب في 1939، تأثر ابن مهيدي بالحركة الوطنية والاصلاحية سنوات الثلاثنيات والأربعينيات. اكتسب الشهيد روح الوطنية من محيطه العائلي.

اعتقل عقب مجازر 8ماي 1945، وأطلق سراحه.

التحق الشهيد، بالمنظمة السرية وأصبح من أبرز عناصر التنظيم، حيث تولى مسؤولية الجناح العسكري بسطيف لمدة ثم أصبح نائبا لبوضياف على الشرق الجزائري وخلفه في قيادة هذا الاقليم سنة 1949.

وفي هذا الصدد، يقول المؤرخ عبد الله مقلاتي، في دراسة بعنوان “الشهيد محمد العربي بن مهيدي حكيم ومنظر الثورة الجزائرية”، أن الشهيد اتخذ من مدينة قسنطينة (حيث كان يعيش مع عائلته) مركزا لنشاطه، وذكر شهادة اخته التي مفادها أن بيتهم كان يتردد عليه المناضلون، الذين ينشطون في السرية.

ويذكر رفيق نضاله محمد مشاطي، أن بوضياف وبن مهيدي، كانا يجتمعان بقيادة التنظيم في بيت منعزل بالقرب من منعرجات وادي الرمال، حيث كان بن مهيدي، ينتقل بين مختلف مدن عمالة قسنطينة ويسهر على اختيار الرجال ويقوم بالتكوين والتدريب اللازمين، في سرية.

ويؤكد المؤرخ مقلاتي، أن بن مهيدي، ساهم  في تكوين إطارات المنظمة الخاصة في قسنطينة، منهم عبد الرحمن غراس، رابح بيطاط، عبد السلام حباشي، محمد مشاطي، السعيد بوعلي، رمضان بن عبد المالك، وعبد الحفيظ بوصوف، وكان ينتقل إلى وادي الزناتي، سمندو، الخروب، ميلة، شلغوم العيد، تبسة، عنابة، قالمة وسوق اهراس.

ويضيف: ” كان بن مهيدي رفقة بوضياف وديدوش يشرفون على تدريب المناضلين في إستعمال الأسلحة وفنون القتال، وهم ملثمون”.

وتشير مصادر تاريخية، إلى أن العربي بن مهيدي، كان يرافق بوضياف إلى العاصمة لأداء بعض المهام، كما ان بن مهيدي كان ينوب قائد المنظمة الخاصة ابن بلة، للقيام بمهام سرية في تونس، وخاصة لشراء الأسلحة وتخزينها داخل الجزائر والتواصل مع مناضلي الحزب الدستوري في منطقة الكاف بتونس.

بعد إكتشاف المنظمة الخاصة تمكن بن مهيدي، من الفرار و ظل مرافقا لبوضياف، ومعينا له في إحياء مشروع المنظمة والتواصل مع القادة الثوريين، منهم ديدوش مراد ورابح بيطاط، حيث قضى الشهيد، سنتين في اقليم وهران وتلمسان.

وهناك واصل تكوين الاطارات والتحضير سرا للعمل الثوري وفق توجيهات محمد بوضياف، الذي واصل التنسيق معه، إلى غاية التحضير لثورة نوفمبر 1954.

شارك بن مهيدي، في تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل وساعد بوضياف في ربط الاتصالات مع مناضلي قسنطينة ومحمد دخلي ممثل المركزيين ثم إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل في 23مارس1954.

آمن بن مهيدي بالعمل الثوري المسلح وآمن بقدرة الجزائريين على خوض المعركة ضد الإستعمار الفرنسي، ومقولته الشهيرة “ارموا بالثورة للشعب يحتضنها”.

وبحسب شهادة المرحوم عيسى كشيدة، بن مهيدي، كان كثير التنقل بين القطاع الوهراني والعاصمة للقاء بوضياف، والمناضلين وكان له دور حاسم في عقد اجتماع الـ22 التاريخي في جوان 1954.

عُيّن بن مهيدي، عضوا في اللجنة القيادية للتحضير للثورة مع المنسق العام محمد بوضياف،  انتقل إلى الريف المغربي صائفة 1954 لإحضار السلاح والاتصال بالوطنيين المغاربة في الناظور وتيطوان، ومعرفة مسالك الحدود، ثم عاد إلى العاصمة عن طريق وهران لتنظيم وتجنيد وتسلح رجال المنظمة الخاصة لموعد تفجير الثورة ومهمة الاتصال بمنطقة القبائل وكسب انضمام كريم بلقاسم، للثورة ومحاولة اقناع ساسيين اخرين للالتحاق بالثورة مثل محمد الأمين دباغين، حضر ابن مهيدي اجتماع  23 أكتوبر وعين رسميا قائدا لمنطقة وهران.

شكل بن مهيدي أفواجا من خمسة أشخاص موزعة على مختلف مناطق وهران، منها فوج عبد المالك بن رمضان، وفوج عبد الحفيظ بوصوف، وأحمد بوزيدي في تلمسان، وفوج بن علة في وهران، فوج أحمد الوهراني، ومحمد فرطاس، وغيرهم.

ليلة الفاتح نوفمبر كان بن مهيدي، حريصا على انجاح انطلاقة الثورة وأشرف شخصيا على تحضير الفوج الذي يقوده.

في فيفري 1955، انتقل بن مهيدي، إلى منطقة الغزوات واتخذ من مسيردة، مركزا لعمله السياسي لتأطير المنطقة وتشكيل الأفواج العسكرية ومحاولة ربط الاتصال بمنطقة الناظور المغربية.

وفي هذا الشأن شكل خلايا سياسية وتموينية وأرسل مبعوثين إلى الريف للتنسيق مع حركة المقاومة المغربية وربط الاتصال مع بوضياف، الذي حل بتيطوان في مارس 1955 لإنزال شحنة سلاح دينا.

ومن بين الذين ارسلهم ابن مهيدي، الطيب الثعالبي، حسين قديري، طالب عبد الوهاب، وشيبان اعمر. وقد نجحوا في ارساء قاعدة لوجستيكية لمنطقة وهران في الناظور وتطوان، تتكفل بتأطير الجالية الجزائرية والبحث عن السلاح والتنسيق مع المقاومة المغربية وكانت رسائل ابن مهيدي، في لقائه ببوضياف في مارس 1955، هي ضرورة إرسال السلاح للثورة حتى لا تختنق وهي المهمة التي تطلبت استقرار ابن مهيدي، في الناظور للتكفل بهذه المهمة الحيوية، يقول الدكتور مقلاتي. ويؤكد: ” نجحت جهود الوفد الخارجي للثورة بالتنسيق مع علال الفاسي، والسلطات المصرية في انزال أول شحنة أسلحة على متن اليخت دينا في مارس 1955، مُررت إلى تلمسان بفضل الشبكات السرية الجزائرية التي أنشأها العربي ابن مهيدي”.

اعتقل بن مهيدي أواخر شهر فيفري، وأغتيل في الرابع مارس 1957، على أيدي جلادي فرنسا الإستعمارية، وفي هذا الصدد،  يروي ضابط الاستخبارات الفرنسي بول أوساريس في كتابه “الأجهزة الخاصة، الجزائر 1955-1957 شهادته عن” الأيام الأخيرة للعربي بن مهيدي” وتعذيبه.

يعترف الضابط الفرنسي بتفاصيل كيفية الوصول إلى بن مهيدي، ويقول: “الحقيقة هي أننا تعقبنا ابن الملياردير “بن تشيكو”، الذي كان لديه تجارة تبغ ضخمة في الجزائر العاصمة، فاعتقل “بن تشيكو” الصغير، وكان قد اعترف بكل ما يعرفه، بما في ذلك عنوان بن مهيدي”.

ويضيف أوساريس:” في الرابع من مارس 1957 اقتيد العربي بن مهيدي، إلى مزرعة تبعد بضع كيلومترات عن العاصمة الجزائرية، وأدخل إلى غرفة في منزل متواضع تحت حراسة مشددة، بمجرد أن دخلنا الغرفة بمساعدة ضباطنا، أمسكنا بن مهيدي وعلقناه بطريقة قد توحي بالانتحار”.

ويواصل شهادته: ” عندما تأكدت من وفاته، أحضرته على الفور ونقلته إلى المستشفى، كان ذلك في منتصف الليل تقريبا، اتصلت على الفور بالجنرال ماسو على الهاتف فقلت له: يا جنرال، بن مهيدي انتحر للتو، جثته في المستشفى، سأوافيكم بتقريري صباح الغد”.

في السابع من مارس 1957، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية خبرا بعنوان “انتحار العربي بن مهيدي في زنزانته بعد حالة اكتئاب”.

وتؤكد شهادات بعض المجاهدين أن بن مهيدي قتل رميا بالرصاص، تكذيبا للرواية الفرنسية. وقد اكتشفوا ذلك بعد الإستقلال عندما أخرجت جثته لتدفن بمقبرة العالية، حيث اكتشفوا أثار الرصاص في جسمه.

العربي بن مهيدي.. الشهيد الحي – الذاكرة (echaab.dz)

You may also like

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org

Letest Articles