“L’élément populaire “sent”, mais il ne comprend ou ne sait pas toujours.
L’élément intellectuel “sait”, mais il ne comprend pas toujours et, surtout, il ne “sent” pas toujours.”
Gramsci
التاريخ يعلمنا أن كل الهزائم تبدأ من الداخل….و حصانة جبهة الجزائريين الداخلية لن تتحقق بالإعتماد على القنوات الخاصة الحالية و برامجها التولك شو الرديئة، التي لا يستسيغها عقل المشاهد الجزائري.
يكفي أن تتسلل الى عقل الجزائري لحظة واحدة من إحتقار لذكائه ، ليغادر هذه القنوات دون عودة ، و تنهار كل الثقة في المحتوى الذي تقدمه .
الجزائر…و المخزن أولا :
كثير من النخب الجزائرية لا تنتقد فشل المشاريع و إستشراء الفساد المالي و الإقتصادي إلا مقرونا بما تسميه نجاح المغرب الإقتصادي ، على غرار مشاريع صناعة السيارات، الفلاحة، أو السياحة.
دون الإشارة إلى طبيعة المخزن المستبد الذي يستبيح كرامة المغاربة إلى درجة الخضوع المذل و إقتصاد نخبوي طبقي لا يستفيد منه إلا المركز و الحاشية.
ليس المهم هنا مناقشة الواقع الإقتصادي المغربي أو الجزائري و حقيقة الأرقام التي يتم الإستدلال بها و لا حتى الإلتزام الفرنسي و الأوروبي و الصهيوني إلى حد ما لتأمين بعض النجاحات مقابل تكاليف سياسية كبيرة يقدمها المخزن.
الملفت للإنتباه هذا الإصرار على المقارنة le parallèle في صورتي الفشل و النجاح،بين المغرب و الجزائر و من طرف جزائريين.!!!
الإعلام المرئي chaîne de télévision offshore في باريس لندن ، و دبي يرافع بخبث ليؤسس لفكرة مظلومية المغرب-المخزن فيما تسميه المشكل الجزائري المغربي ، و حجته دعوة المملكة المتكررة الى فتح الحدود، دون رد إجابي من الجزائر ، المعنى السياسي للحدود و معاني أخرى مهمة للدولة الوطنية الحديثة لا يستصيغها عقل هذه القنوات و قوالبها الفكرية العاطفية المهوسة بحلم الأمة و المنخرطة عن وعي أو عن سذاجة في أجندات المحاور و التكتلات .
فقبل و بعد دمار سوريا و العراق، تعيش دائما هذه النخب في عواصم القوى الكبرى ، حيث تعمل ألاف مراكز البحث ، الإتصال و الأمن و المعنى بالمعنى.
تتلاق هذه الأراء مع الكم الهائل من الإشاعات Fake News
التي تعمل على إنهاك جبهة الجزائريين الداخلية
…أكثر من ذلك … معظم القنوات خطها الإفتتاحي مبرمج على إدانة الموقف الجزائري و المرافعة لوجهة نظر المملكة و كأن المتحكم في هذه القنوات و التحاليل عقل واحد ، كما هو المستهدف الواحد.
-البحث عن الأمل:
بين الفراغ الرهيب و المحتوى الرديئ للبرامج، يعتمد الجزائري على تجربته و نقاش أبنائه الجوارية لمواجهة هذا الكم الهائل من الأخبار و التحاليل المقولبة التي تستهدف تماسك جبهته .
لقد تجاوز العقل الجزائري إلى حد ما هذه التلاعبات،
( les manipulations de masse via L’illusion de corrélation).
لقد أسس الحراك الوطني لشبكة جوارية عبر الحوار المباشر و عبر وسائط التواصل الإجتماعي , و الإستهلاك الحذر للخبر، و التعامل مع الإعلام و الحملات الموجهة حتى بحضور ضيوف جزائريين على قاعدة خبر واحد صحيح و الباقي إشاعة.
الواقع الجديد مع هذا الكم الهائل من داتا data الخبر و التحليل و الجزائر تحاصرها بؤر لإضطرابات و توترات مخيفة يتطلب التأسيس لنموذج إعلامي كفئ وملتزم ،تقوده وجوه إعلامية متمرسة،تعرف كيف تقول ما لايقال،و كيف تتصدى للحملات الرهيبة التي يعترض لها العقل الجزائري پإنتظام.
– الإعلام الجديد:
الجزائر هوب منصة إعلامية متواضعة ، نوع إعلامي جديد يستفيد من دائرة الوسائط الإجتماعية الواسعة و يسمح للجزائري التحري و الحذر في قراءة الواقع السياسي المحلي و الدولي ، في تركيز موضوعي على الجانب الإيجابي للمجتمع و المؤسسات، و في مواجهة تيار يعمل على الإستثمار في زراعة اليأس و الصدام و في تصيد خبيث لفشل بعض التجارب التنموية.
le pessimisme comme arme des dominants à l’usage des dominés.
الهجمات الممنهجة و التي يبدوا أنها تعمل على قطاعات متخصصة segments ،بتقنية الإشاعة و الجدل ،الهوية، الريع،الفساد،لزراعة الشك و التوترات في جبهة الجزائريين الداخلية ، هجمات تعتمد في الكثير من الأحيان على جزائريين و عرب مقيمين بالخارج.
صفحات كثيرة و قنواة يوتوب لجزائريين حملت على عاتقها مواجهة هذه الحملات ، الناشط الجزائري محمد دومير تخصص في الرد على كل الشبهات التي يتم التسويق لها عن تاريخ الجزائر القديم و الحديث ،معتمدا على مراجع موثوقة و أسلوب هادئ دون تضخيم ،تسمح للجزائريين الثقة أكثر بالشخصية الوطنية الجزائرية .
صفحة الصحفي المخضرم السيد عابد شارف ،من أكثر الصفحات تأثير لما تقدمه من قراءات و نقد بناء و تفهم كبير للعقل الجزائري و تطلعه الى الحياة الكريمة بواقعية و رزانة.أراء و تحليلات تتفهم الواقع الدولي المضطرب تنصح الحكم بذكاء و تشد على يد المواطنين في إطار الجماعة الوطنية .
الأستاذ نذير طيار عبر حسابه، يقدم قراءة موضوعية للأحداث،أستاذ الرياضيات بجامعة قسنطينة يفتح نافذة أمل و يدعو إلى إعادة الإعتبار للعلم في مواجهة شرسة ضد المروجين للدجل الحداثي الذي يستثمر في ما تبقى من سلطة لمدرسة الدين الحرفية على العقل الجمعي للجزائريين.
..أكثر الحسابات النوعية التي تواجه حرب مدارس النيوكلونيالية بعمق، عبر الأدب ،القصة و السينما هي للصحفي الكاتب الشاب جواد رستم تواتي ، الذي رغم الإمكانات المتواضعة المتوفرة يقف في طليعة المثقف العضوي المرتبط بمجتمع الجزائريين الغالب.
..يتسائل الواحد في لحظة يأس، لماذا يتجاهل الحكم هذه المجهودات و هذه الأسماء ؟؟!!
– الوطن ليس جريدة:
تجاوز الجزائريون لعبة الإعلام و نخب العلب و المصالح.
أصبح الجزائريون يستوعبون جيدا لعبة تسويق التاريخ بالتجزئة ..و صناعة الابطال….و حيل المتسللين إلى الصف الاول…الشعب أدرك أن كل الذين مشى خلفهم ، باعوا قضيته…فلم يعد يؤمن بوكالة النخب.
الشعب لم يعد يستمع إلا لصوت أبنائه، يسأل عقل الطبيب و المهندس البطال و العامل ، و ألم التلميذ و الطالب ، و كبرياء الجندي و الضابط المرابط على حدود الوطن.
ففي كل حي و قرية….طبيب و مهندس…طالب و ضابط ….و فنان….يرسم قسم الوطن.