د. بغداد مندوش، خبير دولي في الطاقة
بحسب تصريح مدير المشروع نيكولا جواسيم NICOLAS JOASIM مدير مشروع الهيدروجين في الشركة الايطالية للغاز المسال SNAM (Società nazionale Metanodotti)).
المسؤولة عن نقل وتسييل الغاز في إيطاليا والتي تدير شبكة نقل تمتد لأكثر من 8000 كلم من خطوط أنابيب الغاز و8 مواقع لتخزين الغاز في الممر الجنوبي لإيطاليا H2،
فإن المشروع يسير بشكل جيد وفقًا لإعلانه، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي أعطى موافقته على هذا المشروع الحيوي وقام بتسجيله كمشروع ذي مصلحة مشتركة لأوروبا، كما تعزز بدعم من ألمانيا والنمسا.
ومن أجل تنوير القراء حول هذا المشروع ذو الأهمية الكبرى للجزائر وكذلك لإيطاليا في المركز الأول وثانيا أوروبا وخاصة ألمانيا والنمسا، وجب التذكير أن هذا المشروع يعود تاريخه في الأصل إلى عام 2000.
وكان يسمى مشروع “جالسي” وقد تم تصميمه من قبل سوناطراك كتعزيز لخط أنابيب الغاز التشغيلي الحالي الذي يزود إيطاليا بالغاز بسعة 32 مليار متر مكعب سنويا.
لقد أثرت على قرار تنفيذ هذا المشروع، التغييرات التي حصلت في استراتيجيات البلدان المستهلكة للغاز، وخاصة في أوروبا، التي أصبحت لديها رؤية بشأن الطاقات المتجددة من خلال التخطيط لاستخدام أقل للغاز كطاقة.
مع مرور الوقت ومع بروز التقنيات الجديدة لإزالة الكربون من الغاز الذي تم تصنيفه من قبل مؤتمر المناخ الـ 27 الذي عقد في شرم الشيخ في عام 2022، وخاصة التطورات في سوق الغاز العالمية بعد الحرب الروسية الأوكرانية، التي أعادت الغاز إلى مكانته باعتباره مصدرا طاقويا نظيفًا وأساسيًا مع حاجيات تمتد إلى ما بعد عام 2050.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتجاه العالمي للتحرك نحو الطاقات المتجددة وتقدم التكنولوجيات التي أتاحت فرصة استخدام الهيدروجين كطاقة نظيفة، دفع الدول المنتجة المحتملة لهذه الثروة والدول المستهلكة إلى إقامة شراكات في هذا المجال.
وتحقيقا لهذه الغاية، أتاحت علاقة الشراكة الاستراتيجية بين إيطاليا والجزائر، التي تعززت بفضل زيارة الرئيس الإيطالي إلى الجزائر سنة 2021 ورئيسا الوزراء الإيطاليان، إمكانية إبرام العديد من الاتفاقيات بما في ذلك إنشاء ممر يسمى الجنوب H2 يربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس بطول قدره 3.300 كلم،.
يخصص أولا لنقل الغاز الجزائري إلى إيطاليا من خلال تعزيز قدرة نقل سوناطراك، وثانيا نقل الهيدروجين، من منطلق طموحات إيطاليا لأن تصبح مركزا للغاز والهيدروجين نحو أوروبا، خاصة النمسا وألمانيا القريبة جدًا جغرافيًا منها، مع الاشارة إلى أن إيطاليا لديها شبكة من الأنابيب المتجهة نحو هذه البلدان.
هكذا يصنع الهيدروجين
مع ملاحظة أن الهيدروجين يتم تصنيعه بثلاث طرق: التحليل الكهربائي، وتكوين البخار باستخدام الغاز الطبيعي المبني على الكربون والماء، وعن طريق تحلل الميثان.
حاليا يتم الحصول على 95% من الهيدروجين المنتج بواسطة طريقة التبخير وهذه هي الطريقة التي اختارتها سوناطراك وشريكتها الإيطالية إيني لتصنيع الهيدروجين الذي سيتم تصديره إلى إيطاليا، كما أن الغاز موجود في حقول الجنوب والماء أيضا بكميات مهمة جدًا في الطبقات الجوفية في الجنوب الجزائري.
يعد مشروع H2 الجنوبي ذا أهمية كبيرة بالنسبة للجزائر لأنه جزء من استراتيجية البلاد لمزيج الطاقة والانتقال نحو الطاقات المتجددة والحفاظ على البيئة وخاصة استدامة إيرادات النقد الأجنبي، كما أنه مهم أيضًا لإيطاليا الذي سيصبح مركزًا يمكن أن تتلقى ليس فقط الهيدروجين، بل الغاز الذي يمكن أن يأتي من كل أفريقيا في المستقبل، وخاصة من نيجيريا وموريتانيا.
تجدر الإشارة إلى أن الهيدروجين يستخدم كطاقة نظيفة وخضراء، وكمادة خام لصناعة البتروكيماويات وكوسيلة وقود في المحركات الحرارية.
المنتجون الرئيسيون للهيدروجين التراكمي بكميات منخفضة هم هولندا في المقدمة، ثم كندا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
إن التأثير على تغير المناخ بطريقة قابلة للقياس وواضحة هو إنتاج الهيدروجين بطريقة هائلة واستخدامه في جميع قطاعات الاقتصاد وأيضا من قبل الأسر، كما أن مشروع الجنوب H2 الذي يربط الجزائر بإيطاليا هو جزء من هذه الرؤية.
aljazairalyoum.dz