بعيد عن السقوط في قعر الشعبوية المظلمة، ثمة ما يجب الانتباه إليه من قبل المسؤولين والمختصين في مجال الإعلام والفاعلين الاجتماعيين. الأمر هنا، يتعلق بحجم الأخبار الزائفة التي تستهدف الجزائر يوميا، والتي لا يمكن التأكد من صحتها وتمحيصها من فئات عريضة من المستهلكين للأخبار، سيما في ظل تقاعس الإعلام الوطني في القيام بدوره المهني إنارة الناس بالمعلومات الصحيحة والصادقة في الوقت المناسب، تحليل تلك المعلومات وفتح نقاش حولها مع مختصين ومسؤولين بما يجعل الرأي العام يستغني عن المعلومة من مصادر مأجورة أو عميلة أو مجهولة.
في المغرب، خصص المخزن فرقا بآلاف الأشخاص، هي أقرب إلى ثكنات إعلامية منها إلى مؤسسات إعلامية، ممولة تمويلا جيدا، مهمتها تشويه صورة الجزائر بنشر أخبار كاذبة ومضللة، قلب الحقائق وتزوير الوقائع للإضرار بمصالح الجزائر داخليا وفي محيطها الإقليمي. تخيلوا، بعد أسبوع من زيارة الرئيس الموريتاني إلى تندوف، لتدشين مشاريع مشتركة بين البلدين رفقة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، ما يزال ذباب المغرب، يتحدث عما يزعم بأنها “محاولة اغتيال” الرئيس الموريتاني في تندوف؟
تخيلوا، أن جنود المخزن، بقاعات التحرير، لم يهضمو قيام الجيش الجزائري بتمارين بالذخيرة الحية، تحت إشراف قائد الأركان بالناحية العسكرية السادسة،”ببرج باجي مختار: زوبعة الهقار 2024 ” واعتبروها تهديدا لمالي، تماما مثلما روج إعلامهم إلى أن زيارة شنقريحة، إلى روندا، هي تهديد لبعض الدول الإفريقية !!.
يدرك من يقف وراءه المخزن، أن الحرب الإعلامية، أخطر على الدول والمجتمعات من باقي الحروب، بل أن الحروب الإعلامية عادة ما تسبق الحروب العسكرية، لذلك، فقد أعدوا العدة: جيش من الإعلاميين المغاربة، مسنودين بملايين من خلايا الذباب الإلكتروني، تتكفل الإمارات بتمويلهم في المغرب كما في دول الساحل. الهدف: تشويه الجزائر والإضرار بمصالحها.
لاحظنا مؤخرا، أن بعض الإعلاميين في دول الساحل ومنها في مالي، انخرطوا في هذا المسعى التخريبي، تماهيا مع رقصات المجلس العسكري الحالكم هناك، وتنفيذا لأجندة مخزنية إماراتية.
إذن: الجزائر مستهدفة، نحن مستهدفون من قبل دول وظيفية؟ فما الحل؟ برأينا يتعين القيام بما يلي على وجه السرعة:
أولا: إعادة الصحافة لدورها المهني، الطبيعي، بما يقطع الطريق على أصحاب”البيوت الفوضوية” في الإعلام ومنتحلي الصفة.
ثانيا: الانتقال من سياسة رد الفعل إلى صناعة الفعل الإعلامي والسياسي. حينها فقط يتبين الخيط الأبيض من الأسود ويكون المواطن على بينة من أمره.
ثكنات إعلامية بجوارنا؟ – أخبار الوطن (akhbarelwatane.dz)