محمد رضا شطيبي
لم يكن من عادة الجزائريين الغدر و الضرب في الظهر، و كانت صفات نخبهم السياسية، الثقافية او الرياضية دوما تتسم بالشهامة و الأنفة … لا نغدر و لا نخون و لا نقبل من يفعل ذلك لا معنا و لا مع غيرنا… تلك الصفات الحميدة ورثها شعب الجزائر من نضالاته التي امتدت لقرون؛ و إذا كان هذا حال المواطن البسيط فالحريّ بالنخب أن تكون نبراسا و حارسا لهذه الشيَم العريقة.
لا محالة قد نجد من يشذّ عن القاعدة بين طبقات المجتمع، في المقاهي و بين الجيران في الأحياء الشعبية و حتى تحت قبة البرلمان إن محّصنا و بحثنا … لكن أن يظهر هذا الى العلن و على القنوات التلفزيونية فهذا شيء عُجاب.
لم تتعوّد العائلات الجزائرية على رؤية السب و الشتم و الخوض في اعراض الناس على شاشاتها … أي نعم، قد غزانا العالم الغربي و نشر “قيَمه” بين افراد مجتمعنا ، هذه حقيقة، غير أن الجزائريين لطالما نؤوا بأنفسهم و خاصة ذويهم بعيدا عن “حرية” تعبير
الغرب و شعار “كل ما يُعقل يُقال” الذي بات اقرب سبيل للإسترزاق على الفضائيّات … الكل أصبح “أمير ديزاد”
فأناس مثل بن شيخ اللاعب الدولي السابق و الذي لعب في القرن الماضي و حصة “بالمكشوف” التي كشفت عورات الناس الآمنين و كذا الناقد “الرياضي” رفيق وحيد و آخرون كثر ، أصبحوا يعيثون في بيوت الناس فسادا و لا يبالون … لا حسيب و لا رقيب؛ يخوضون في كل شيء سوى كرة القدم … اين سلطات الضبط للسمعي البصري ؟؟
و الذي أفاض الكأس هو المعلق الجزائري المشهور في قناوات بين سبورت الرياضية حفيظ دراجي، الذي ترك المباريات و راح يعلِّق على رواتب الناس.
:هذا هو الرابط
ما هو السبب الذي يدفع شخصية إعلامية ذات الصيت الواسع بين العرب، مثل حفيظ دراجي، إلى الخوض في هكذا مواضيع ؟؟ و أضف إلى ذلك ، يفعلها و هو يعلم يقينا ان هذه “الأخبار” ستكون مستفزة لشريحة كبيرة من الشعب الجزائري، إن لم نقل السواد الأعظم.
أهو داعي المهنيّة أو إخبار الرأي العام و تنويره ؟؟
أي مهنية تلك التي تستدعي الإدلاء بمعلومات خطيرة من دون ذكر المصدر (و حتى إن كان لديه مصدر فهذا جد خطير كون مصدره تعدّى عن أبجديات العقود ألا و هو واجب التحفظ) ؟؟
إذًا هو داعي التنوير الذي دفع المعلق من اعلى منبره الصحفي للإدلاء بهكذا أخبار مستفزة ؛ فلنفترض جدلا أن دافعه هو الإِخبار لا غير…
– لمذا استعمل السيد دراجي “عبارة يبدو أنَّ” في بداية تغريدته على التويتر ؟ هو يريد بها معنى “ كنا نحسب أنّ عقد بلماضي هو عقد معنوي مع الشعب الجزائري ، و في الأخير يظهر العكس “ … نعم هذا ما اراد إيصاله المعلق دراجي للشعب الجزائري و كأنه يقول : ” لقد خانكم بلماضي” … يا له من تنوير مدمّر
– و ما كل تلك الأرقام يا سيدي المعلق ؟ أأطلعت على العقد الأول و الثاني ؟ و إن كان كذلك ، هل مثل هذه الممارسات تقوي الإعلام الجزائري أو تنزع منه اعز ما يملك: المصداقية ؟
– منذ متى تؤخذ القرارات المصيرية من خلال تسريبات و في غرف تغيير ملابس ( يقول المثل: انما الملابس المتسخة تُنظّف و و تُغسل في بيت العائلة= … و وسائل اعلامية فرنسية (مهنيتها تفوق كل المهنيات لمّا يتعلق الأمر بالجزائر و فلسطين) … هل هذه هي مهنة الصحافة التي صدّعتمونا بنُبل رسالتها ؟؟
– ما دخل الحكمة و الجانب المعنوي و الأخلاقي في قضية العقود و العهود ؟ الا إذا كان المراد هو النيل من بلماضي اخلاقيا و ضرب رصيده المحترم معنويا لدى محبيه أي غالبية الشعب … أي تريدوه أن يغادر دون أن يأخذ اتعابه (الحلال) و إن طالب بحقه و هو ما يفعله كل المدربين و اللاعبين و حتى الموضفين بعقود لدى الشركات (بين سبورت واحدة منهم) ؛ تظهروه على انه جاء للجزائر من أجل المال فقط …
و في الحقيقة كل مناهضي الناخب الوطني بلماضي يتمنوا أن لا يستقيل بل يريدوا من الاتحادية اقالته و حتى إن طالب ب مليار دولار اتعاب، هم لا تهمهم أموال الشعب بل الذي يهمهم هو سخط الشعب … يتظاهر رواد البلاطوهات التلفزيونية و بعض رواد منصات التواصل مثل نواري خزناجي الملقب بكعب الاحبار، عبدو سمار الملقب بخدود النعمان ، عبود هشام، المدعو عبود عبد العبيد، بن سديرة المدعو بائع مرتو، زيطوط ، شراب لالكووول المتديّن… بقلقهم على أموال الشعب و هم الجوعى المتهافتون على السنتيم و الدينار تهافت الحيوان الكاسر الجارح على جيفته.
أما فيما يخص المعلق الرياضي ؛ أتحب أن يعلم جيرانك في الجزائر (ناهيك عن الشعب كله) كم تتقاضى شهريّا من بين سبورت ؟؟ فبهذا المقال أنت تدغدغ مشاعر الزوالي الجزائري و حتى الثري و تريده أن ينقم عن الأقدار و يخرج لحرق الأخضر و اليابس… ليس الا.
الأمور في الجزائر لا تؤخذ بأووولالا و بوووووووووممممم و سوف يضحك كثير من يضحك أخيرا…

2 comments
الصحافة الرياضية و بالأخص منها قطاع كرة القدم أصبحت خطرا على أمن البلاد، هنا يجب أن تتحرك السلطات للحد من هذا الإرهاب الإعلامي المرتبط بعصابات قذرة تخدم ليلا نهارا لتحطيم مصالح البلاد.
مقال رائع ، شكرا خويا رضا.
أحسنت الوصف حين نعت هذه الحثالة بقطاع كرة القدم…
و ما يحزّ في نفسي هو غياب الوزير الذي عُيِّن لهذا الغرض أصلا … يجب عليه التدخل فهذا يؤذي الاستقرار و الأمن في الجزائر.
شكرا خويا طوفان