كشفت دولة الكيان الصهيوني مؤخرا خلال مهرجان القدس السينمائي الذي تقيمه دولة الاحتلال الإسرائيلي، على عرض فيلم جديد عن غولدا مائير رئيسة وزراء الاحتلال خلال حرب أكتوبر، وذلك بالتزامن مع اقتراب الذكرى الـ 50 للحرب.
و خلال ذات الشريط أشار الفيلم إشارة عابرة إلى أشرف مروان، باعتباره الجاسوس الكبير الذي كانت تل أبيب وظفته في محيط الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، وكيف أنه حذر من حرب ستندلع في ما يعرف إسرائيليا بـ “يوم الغفران”،وأنه قال لهم إن الحرب ستندلع في السادسة مساء، وليس الساعة الثانية بعد الظهر كما حصل بالفعل.
و أنا أطلع على المقال الذي تفّنن في كتابته الباحث و البروفيسور عاصم الشهابي عن الخيانة التي ألصقت بأشرف المرواني خلال الفيلم الوثائقي,تذكرت أن للخيانة عنوان واحد و هو بيع الذمم و الشرف و الدين و العرق و الوطن.
و تعد الجزائر من أبرز البلدان التي عانت من الخيانة في شتى الأزمان,و هنا أقف عند مثل واحد فقط لكي لا نعّدد الأمثلة التي تجلت في الحركة الذين باعوا ضمائرهم و عوائلهم للفرنسيين إبان الإستعمار.
و لعل أبرز مثال هو الخائن علي شكّال الذي كان المستشار العام لمستغانم عام 1944,ثم انتخب في الجمعية الجزائرية,وكانت آخر مهمة رسمية قام بها الى نيويورك مع الوفد الفرنسي لدى الأمم المتحدة للدفاع عن نظرية الجزائر فرنسية.
تزوج علي شكال من سيدة فرنسية، ابنة قبطان,جميع أبنائه لديهم اسم فرنسي,وقد اغتيل في 26 ماي 1957 في ملعب كولومبيس,حيث أقيمت نهائيات كأس فرنسا لكرة القدم,بينما كان بجانب الرئيس رينيه كوتي فقد عمل علي شكّال بكل ما أوتي من فكر و قوة على أنت تبقى الجزائرية فرنسية,فلقد كان ينّظر لهذا الفكر أكثر من الفرنسيين,فاستحق الإعدام الذي طالما هدّدته به جبهة التحرير و بطريقة استعراضية عرفت توقيع المجاهد محمد بن صدوق.
و مع استذكار ذكرى هذا الخائن لا تزال الجزائر تعاني من الأزلام الذين هم على شاكلته,من عيار أنور مالك الذي بات يتلون و يلبس دائما الثياب الأوسع عليه التي تكشف عن عورة خيانته,حيث بعد دخوله في وسط خط النار بين التيار الخليجي و الفارسي,ها هو اليوم يعلنها صراحة بترحيبه باعتراف الصهاينة بمغربية الصحراء فوق أجساد أحرارها الذين سيظلون يكافحون بغربيتها و حريتها مهما كلفهم الثمن.
و لم يكتف هذا الشخص بمسح أحذية أسياده عملاء المخزن,بل راح يتّفنن في تلميعها و إعطاء الشرعية للكيان الصهيوني,الذي بات يحارب بقوة في أمريكا اللاتينية و غيرها من أرجاء المعمورة,فيما أشخاص من عيار أنور مالك و هشام عبود و القائمة مفتوحة لكل من باع دينه ووطنه و عشيرته التي تأويه يقّدسون قرارات الصهاينة و يعملون على تزكية اللامعقول في خانة المعقول,فحقا خيانة الوطن أضحت حرفة لمن لا حرفة له…و لا يزال للحديث بقية.
elmakal.dz