Home الجزائر الجزائرية فخ واضح جدا و الأمم القوية لا تبنى من دون تضحيات

فخ واضح جدا و الأمم القوية لا تبنى من دون تضحيات

by Hope Jzr
0 comment
A+A-
Reset

انتشر البارحة أخبر حول استهداف لعدد من الشاحنات الجزائرية من طرف مسيرات المخزن، و هنالك حديث عن وقوع وفيات، و هو أمر مفزع حقا، و قد كنت اتوقع ردا جزائريا على العدوان السابق بعد القمة العربية، لكن الرد لم يأتي بل و تلاه اعتداء آخر.

في البداية، و في حالة حدوث ذلك فعلا، فتعازينا لعائلات الضحايا، عسى أن يجعل الله مثواهم الجنة.
من الواضح أن المسيرات المغربية قد تعمدت استهداف الشاحنات الجزائرية، فكاميراتها حديثة تسمح لمسيريها بالتعرف عليها و التفريق بينها و بين شاحنات دولة أخرى، أي أن المستهدف هنا هي الجزائر.

يهدف هذا التصرف إلى حشر السلطات في الجزائر بين خيارين لا ثالث لهما.1- الرد على العدوان، و بالتالي السقوط في فخ ما أعده المعتدي. 2- تجنب الرد و بالتالي التعرض للحرج.

يأتي هذا التصرف العدائي في ظل وضع عالمي استثنائي شكلته الحرب الروسية في أوكرانيا و حرب الغرب على روسيا، و في ظل تدهور حاد للظروف الإجتماعية للمغرب، مما قد يدفع النظام فيه إلى التعلق بأي قشة تنقذه من الغرق في بحر الغضب الشعبي، و الملاحظ اليوم أن الإعلام المخزني يشن هجوما حادا على الجزائر لتوجيه الشعب المغربي عن المخزن، فحتى تهاوي قيمة الدرهم تم تحميل الجزائر مسؤوليته، المخزن اليوم يعلم أن فجوة القوة بينه و بين الجزائر سائرة في التعاظم، أي أن حرب اليوم أفضل من حرب الغد.
من جهة أخرى، فإن الحليف المخزني، الكيان الصهيوني، يسعى بكل الطرق إلى إخراج الجزائر عن المسار الذي تحذوه اليوم، و لا مشكلة لديه في اشتعال المنطقة و دخولها في حرب في سبيل إلهاء الجزائر عن أهدافها، و تعطيل صعودها، حتى لو كان الثمن إختفاء المغرب، لما لا، فهو بعيد جغرافيا و لن تمسه لفحات الحرب، فلا ننسى أن هو المسؤول عن زج الولايات المتحدة في حربها مع العراق، من خلال توفير المعلومات الكاذبة حول أسلحة الدمار الشامل.
لكن أهم ما يحدث، هو التفاهم الذي جرى بين الولايات المتحدة و المغرب، الذي وافق على إرسال 150 دبابة من نوع T-72 إلى أوكرانيا بعد أن يتم تحديثها في التشيك بتمويل أمريكي، مما ينذر بوجود اتفاق مع أمريكا على حمايته مقابل تخليه عن جزء من قوته، و التي يحتاحها في أي مواجهة محتملة مع الجزائر، الجزائر التي مازالت ترفض الإنصياع للضغوط الأمريكية و الخروج عن الحياد تجاه روسيا، و هو أمر يزعج الأمريكان كثيرا.
المخزن اليوم يدرك انه مقبل على أزمة، فإن كانت داخلية، فمن المحتمل أن لا يتمكن أي طرف من إنقاذه، أما إذا كانت خارجية، فذلك أحسن، حيث سيحصل على الدعمين السياسي و العسكري للولايات المتحدة و إسرائيل، و سيبدو له موت بعض مئات الآلاف من المغاربة ثمنا بخسا مقابل بقائه في الحكم.
من جهة أخرى، فقد استفادت الجزائر من هذا الوضع الإستثنائي أيما إستفادة، حيث أعادها إلى مركز الإهتمام العالمي، رفع صادراتها من النفط و الغاز، و هو اليوم يدفعها إلى أن تصبح أهم مورد للطاقات، الأحفورية و النظيفة، نحو أوروبا، ناهيك عن قرب انظمامها إلى تكتل البريكس، و سينعكس ذلك بشكل ملحوظ جدا على إقتصادها و نسيجها الصناعي و على رفاه شعبها.
السؤال الذي يطرح الآن، من من الثلاثة يود أن يرى هذه النسخة من الجزائر، و هل سيبقى كل من المغرب و إسرائيل مكتوفي الأيدي؟ بالطبع لا، سيفضلون فوضى اليوم على فوضى غد قد تكون فيه الجزائر أقوى بكثير.
لكن، ماذا لو ققرت الجزائر الدخول في لعبة المخزن و الرد على عدوانه بضرب أهداف مخزنية و تتالت الأحداث إلى أن تصل إلى مستوى حرب بيننا و بين مغرب مدعوم صهيونيا و أمريكيا؟
ما تعلمناه من غزو الولايات المتحدة لأفغانسان و العراق ، ثم غزو روسيا لأوكرانيا، هو أن الحروب ليست بالسهولة التي تبدو عليه حسابات فارق القوة النظرية، و من يملك جيبا أعمق (موارد بشرية و تسليح) و طول نفس هو من سينتصر، و في هذه الحالة ستجد الجزائر نفسها و هي دولة بالكاد بدأ نسيجها الصناعي (و خصوصا الصناعي-العسكري) بالنمو و الإنتعاش، و أحد أكبر مورديها بالسلاح، روسيا، غارقا في حرب مع 40 دولة أو أكثر، أمام جيش مغربي متهالك، لكنه سيحظى بتمويل و دعم لا متناهي بالحد الذي سيديم الحرب إلى الأبد، حرب يصعب أن تحسم فيها الجزائر الإنتصار، ستشعل المنطقة، تحيدنا عن أهدافنا و تسمح للغرب بإعادة تشكيل موازين القوى بما يناسبه، بعد أن بذلت الجزائر السنوات و الأرواح و الملايير من أجل بلوغ ما هي عليه اليوم.

و لهذا فعلى صانع القرار أن #لا_يتهور، و أن يتجنب الوقوع في فخ واضح جدا، و الأفضل أن تقع في إحراج مؤقت على أن تدخل حربا دائمة، يمكن الرد في الوقت المناسب الذي يخضع لشروطنا نحن، و الرد من خلال أطراف أخرى بدل الرد مباشرة و التحول إلى طرف رئيسي في الصراع، الأمر الذي تسعى الجزائر إلى تجنبه دائما، كما يمكن اتخاذ ما أمكن من الإحتياطات لتأمين مرور الشاحنات من و إلى موريتانيا، أما إذا تمادى المخزن و وصلت به الجرئة إلى ضرب أهداف داخل الجزائر، فلا يجب تكرار التجربة الروسية في أوكرانيا، و الإنسياق وراء التصعيد التدريجي نحو حرب كلاسيكية، بل يجب: 1- قصف القصور الملكية. 2-تدمير كل القواعد العسكرية الكبرى. 3-إنزال قوات جزائرية في كل المدن الكبرى. 4- حجب الواجهة البحرية قدر المستطاع.

أما اليوم، فيجب التركيز على بناء إقتصاد قوي، فالإقتصاد هو شريان الحرب، و بناء نسيج صناعي أقوى، فالصناعة هي الدرع ذاتي الشفاء أثناء الحروب، الدولة التي لا تملك نسيجا صناعيا قويا سوف تبقى في تبعية دائمة لمن يزودها بالسلاح، و ستخسر حروبها إذا كان عدوها يملك خزائن لا تنظب…… إذا، الإقتصاد و الصناعة، و من ثم الحرب.
إخوتنا الذين توفوا، ندعوا الله أن يحسبهم شهداء في سبيل الله، لكي نظيفهم إلى لائحة الشهداء الشرفاء الذين حرروا ثم رفعوا مقام هذا الوطن، و سننتقم لهم في يوم من الأيام لا محال.
على كل حال، لننتظر و نرى رد فعل السلطات الجزائرية.
الأمم القوية لا تبنى من دون تضحيات.

You may also like

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org

Letest Articles