Home سياسة وكأنك تقرأ لأحد منظري اليمين المتطرف الفرنسي : سعيد سعدي يشكك في عدد شهداء الثورة ويدافع عن أطروحة ديغول

وكأنك تقرأ لأحد منظري اليمين المتطرف الفرنسي : سعيد سعدي يشكك في عدد شهداء الثورة ويدافع عن أطروحة ديغول

by Toufan
0 comment
A+A-
Reset
محمد مسلم
تضمن الحوار الذي أدلى به المؤسس التاريخي لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، لمجلة “لوبوان” الفرنسية، مقاربات تاريخية تتعارض مع الذاكرة الوطنية وتتناغم مع أطروحات اليمين الفرنسي بشقيه التقليدي والمتطرف، في معالجتهما لحرب التحرير الجزائرية، التي تسببت كما هو معلوم في سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة في سنة 1958.
سعدي الذي قرر منذ بضع سنوات الاستقرار والإقامة في فرنسا، انساق عن وعي وإصرار وراء أطروحات لطالما رددتها الدوائر الحالمة بـ”الجزائر فرنسية”، وهي ما تعلق بعدد الشهداء الذين قضوا في الحرب من أجل الاستقلال. فالعدد الرسمي هو مليون ونصف مليون شهيد، وهو الرقم الذي بات جزءا لا يتجزأ من ذاكرة الأمة، يتعلمه التلاميذ في المدارس ويُردد في الخطابات الرسمية للدولة الجزائرية، وقد تعارف عليه الجميع في الداخل والخارج، إلا في فرنسا الاستعمارية، وبالضبط لدى أولئك الذين لم يستفيقوا بعد من صدمة الاستقلال.
هذا الرجل الذي يقدم نفسه على أنه دكتور طب وسياسي معارض، لكنه ترك حزبه في وضع صعب بعد أن قضى مآربه على حسابه، قال في الحوار إن عدد الشهداء الجزائريين، لا يتعدى 400 ألف “ضحية” دون استعمال لفظ شهيد، مستندا في كلامه هذا إلى تصريح للرئيس الفرنسي الأسبق، الجنرال دو غول.. هكذا، يُصدّق سعيد سعدي الرئيس الفرنسي، ولا يثق في كلام رئيس بلاده، الراحل، أحمد بن بلة، الذي يعتبر أول مسؤول جزائري يتحدث عن مليون ونصف مليون شهيد.
أسئلة الصحفي بمجلة “لوبوان” اليمينية كانت تحاملا بشكل مثير للاشمئزاز على الدولة الجزائرية، من قبيل وصف رقم مليون ونصف مليون شهيد بـ”الرقم المزيف”، ومع ذلك لم تأخذ صاحبنا الذي يعتبره بعض أنصاره منظرا للتيار الديمقراطي، الحمية الجزائرية، على الأقل، لأن من يطلق مثل تلك الأوصاف هو فرنسي، وهذا كاف للرد عليه، ولكنه فضل الانسياق وراء طروحات هذا الصحفي، الذي بدا وكأنه جاء يصفي حسابات لها علاقة بخيبة فرنسا الاستعمارية، مع جزائري ليس كغيره من الجزائريين، الذين ينتفضون عندما يشعرون بإهانة كبريائهم الثوري المدرج بدماء الملايين من الشهداء.
كان يتعين على سعيد سعدي أن يوقف تطاول الصحفي الفرنسي على السلطات الجزائرية حتى ولو كان معارضا لها كما يزعم، على الأقل من باب أن هذا التطاول مصدره أحد الفرنسيين المتشبعين والمدافعين عن الممارسات الاستعمارية، لأن بين الجزائر وفرنسا أنهار من الدماء وجبال من الجماجم، ولكن الرجل باع ضميره يوم طلق الجزائر وقرر الاستقرار في فرنسا مستفيدا من تقاعد مريح مما ربحه في الجزائر بفضل الدور السياسي الذي كان موكولا إليه.
يشعر من يقرأ حوار المؤسس التاريخي لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، أنه بصدد تصفية حسابات سياسية مع سلطة أفقدته العذرية ودجّنته عندما أشركته في الحكومة، ثم ركلته خارجها، وهو الذي كان يقدم نفسه على أنه سياسي معارض وديمقراطي لا يشق له غبار.
تشكيك سعيد سعدي في عدد شهداء الثورة التحريرية، ليس سوى سقطة جديدة تضاف إلى سقطات هذا السياسي، الذي تبين لاحقا أنه مجرد متملق لبعض عرابيه في السلطة ومنفذ لما يملى عليه، والكلام لرفيق دربه في الحزب، نور الدين آيت حمودة، الذي كشف أمام الملأ وبالصوت والصورة، الامتيازات التي كان يحصل عليها سعدي بمباركة من بعض الرجال الذين كانوا في السلطة، مقابل الدور السياسي الذي كان يؤديه.

echoroukonline.com

You may also like

Leave a Comment

روابط سريعة

من نحن

فريق من المتطوعين تحت إشراف HOPE JZR مؤسس الموقع ، مدفوعا بالرغبة في زرع الأمل من خلال اقتراح حلول فعالة للمشاكل القائمة من خلال مساهماتكم في مختلف القطاعات من أجل التقارب جميعا نحو جزائر جديدة ، جزائرية جزائرية ، تعددية وفخورة بتنوعها الثقافي. لمزيد من المعلومات يرجى زيارة القائمة «الجزائر الجزائرية»

من نحن

جمع Hope JZR ، مؤسس الموقع ومالك قناة YouTube التي تحمل نفس الاسم ، حول مشروعه فريقا من المتطوعين من الأراضي الوطنية والشتات مع ملفات تعريف متنوعة بقدر ما هي متنوعة ، دائرة من الوطنيين التي تحمل فقط ، لك وحماسك للتوسع. في الواقع، ندعوكم، أيها المواطنون ذوو العقلية الإيجابية والبناءة، للانضمام إلينا، من خلال مساهماتكم، في مغامرة الدفاع عن الجزائر الجديدة هذه وبنائها.

ما الذي نفعله

نحن نعمل بشكل مستمر ودقيق لتزويد الجمهور بمعلومات موثوقة وموضوعية وإيجابية بشكل بارز.

مخلصين لعقيدة المؤسس المتمثلة في “زرع الأمل” ، فإن طموحنا هو خلق ديناميكية متحمسة (دون صب في النشوة) ، وتوحيد الكفاءات في خدمة وطنهم. إن إصداراتنا كما ستلاحظون ستسلط الضوء دائما على الأداء الإيجابي والإنجازات في مختلف المجالات، كما تعكس منتقدينا كلما رأينا مشاكل تؤثر على حياة مواطنينا، أو تقدم حلولا مناسبة أو تدعو نخبنا للمساعدة في حلها. 

مهمتنا

هدفنا الفريد هو جعل هذه المنصة الأولى في الجزائر التي تكرس حصريا للمعلومات الإيجابية التي تزرع الأمل بين شبابنا وتغريهم بالمشاركة في تنمية بلدنا.

إن بناء هذه الجزائر الجديدة التي نحلم بها والتي نطمح إليها سيكون عملا جماعيا لكل المواطنين الغيورين من عظمة أمتهم وتأثيرها.

ستكون الضامن للحفاظ على استقلالها وسيادتها وستحترم إرث وتضحيات شهدائنا الباسلة.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org