ولاية الطارف ، تحفة من الشرق الجزائري بين التاريخ و الطبيعة
لامية خلف الله
ولاية حدودية بأقصى الشرق الجزائري ، موغلة في العراقة ، تحكي معالمها الأثرية تاريخ حضارات مرت على المكان الذي يشهد تنوعا ثقافيا وطبيعيا يجعلها منطقة جذب للسياح بامتياز.
هي ولاية الطارف التي بتموقعها التاريخي الهام كمنطقة عبور للعتاد العسكري لجيش التحرير الوطني ابان ثورة التحرير الجزائرية، مما جعل قوات الاحتلال تقيم عبر بلدياتها خطي شال وموريس.
من المعروف عن ولاية الطارف أنها قدمت من خيرة أبنائها خدمة لأمن وسلام الوطن خلال حرب التحرير وبعدها ؛ فكل بيت تقريبا ينتمي لجد مجاهد أو شهيد ممن عايشوا فترة الاحتلال وحملوا السلاح دفاعا عن وطنهم، ولا تزال لحد اليوم تقدم من خيرة أبنائها أفرادا في الجيش الشعبي الوطني ذودا عن الجزائر من كل اعتداء أو تربص خارجي بأمنها.
إن ولاية الطارف تحفة طبيعية لا تزال يوما بعد يوم تسحر مرتاديها لأجل الراحة والاستجمام بتنوعها وثراها الطبيعي بين غابات خلابة كثيفة وشواطئ تبعث على الراحة والهدوء.
ولأن كل حضارة تمر على بلد تترك بصمتها ، فالطارف لا تخلو من الآثار التي تحكي قصص من مروا عليها.
منطقة واد الجنان ببلدية العيون بالولاية تحتضن قصرا أثريا مبنيا على النمط المعماري الروماني يدعى قصر ” لالة فاطمة ” الذي لا يزال صامدا رغم تعاقب الأزمنة ورغم الحرائق التي عرفتها الولاية الصائفة الماضية.
هو قصر يقع بين ثنايا الطبيعة الفاتنة متخفيا بين الأشجار ليحكي لزواره قصة امرأة فاتنة عاشت في الفترة العثمانية ، تجمع بين الجمال والذكاء ، ذكاء جعلها تشترط (حسب الروايات) منبع ماء مهرا لها لانقاذ أهل منطقتها من الجفاف الذي ألَمَّ بهم.
وتبقى الطارف كتابا يحتاج للكثير من القراءات والدراسات حتى يعطيها مكانها الذي تستحق.