التحول الإستراتيجي الأمريكي نحو محور الجزائر – نواكشوط

تكشف زيارات مسؤولين أمريكيين كبار من وزارتي الخارجية والدفاع للجزائر في الآونة الأخيرة، عن مجموعة من المعطيات أبرزها تغير نظرة الإدارة الأمريكية للوضع الأمني في منطقتي شمال إفريقيا والصحراء الكبرى. بعد زيارة قائد القوات الأمريكية في إفريقيا أفريكوم للجزائر، التقت نائبة كاتب الدولة الأمريكي المكلفة بمراقبة الأسلحة وشؤون الأمن الدولي بوني دنيز جنكينز، برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وأكدت على أهمية استمرار التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب مع الجزائر.

في تزامن غير مفاجئ تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تعزيز علاقتها مع دولتين في اتحاد المغرب العربي ودولتين اثنتين في مبادرة دول الميدان الدفاعية والعسكرية في منطقة الساحل، وهي الجزائر وموريتانيا، هذه التطورات التي تشهدها المنطقة، تعني أن صانع القرار الأمريكي، وضع إستراتيجية جديدة للتعامل مع منطقة شمال غرب إفريقيا، ومفاتيح هذه الإستراتيجية موجودة في الجزائر ونواكشوط، فالدولتين تعتبران أهم المنافذ البحرية على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي لـ5 دول في الساحل والصحراء لا تمتلك أي منفذ بحري، وهذا يعني في حالة نجاح الإستراتيجية الأمريكية، تعزيز علاقة واشنطن مع أهم الدول التي تسمح لروسيا والصين بالوصول إلى الدول الإفريقية الداخلية، كما أن الجزائر وموريتانيا دولتان مستقرتان أمنيا في منطقة تشهد اضطرابات أمنية وسياسية وانقلابات عسكرية.

تكشف زيارات مسؤولين أمريكيين كبار من وزارتي الخارجية والدفاع للجزائر في الآونة الأخيرة، عن مجموعة من المعطيات أبرزها تغير نظرة الإدارة الأمريكية للوضع الأمني في منطقتي شمال افريقيا والصحراء الكبرى مع وجود الرئيس عن الحزب الديمقراطي جو بايدن في البيت الأبيض، بعد تهميش المنطقة في عهد الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب للمنطقة، وتركها لاجتهادات الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا، والعامل الثاني الذي حرك وزارة الخارجية والبنتاغون في النصف الثاني من عام 2022 وبداية 2023، هو الانسحاب الفرنسي من عدة دول إفريقية في الساحل وزيادة النفوذ الروسي في المنطقة، وهذا أحد أهم دوافع التحرك الأمريكي.

ففي نفس توقيت زيارات المسؤولين الأمريكيين للجزائر، استقبل رئيس الجمهورية الموريتانية في البيت الأبيض من طرف الرئيس الأمريكي جو بايدن في ديسمبر 2022، كما عبرت الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة الزيارة، عن رغبتها في تعزيز العلاقة مع موريتانيا، وفي شهر مارس 2023 وقعت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية اتفاقية تعاون مع الحكومة الموريتانية، وزار قادة عسكريون أمريكيون العاصمة الموريتانية نواكشوط مرتين في إطار التعاون العسكري بين البلدين في النصف الثاني من عام 2022. وتؤكد هذه الوقائع أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتعزيز التواجد السياسي والاقتصادي في منطقتي شمال إفريقيا والصحراء الكبرى، ضمن سياق إستراتيجية جديدة للتعامل مع المنطقة، يجري تنفيذها بشكل مرحلي الآن، وهي لا تهدف فقط لمواجهة وحصار أي محاولة لتعزيز النفوذ الروسي في هذا الجزء من القارة الإفريقية، فبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية لا يجوز أن تستفيد الصين أو روسيا من الأزمة بين فرنسا وبعض الدول الإفريقية، ومن الضروري التعامل مع أهم دولة محورية في المنطقة وهي الجزائر

Source : https://www.elkhabar.com/press/article/225017

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.