يجب الوقوف وراء كل شخصية عظيمة تظهر بين الحين والآخر، شخصية لم تقع فريسة للخرافة، احتفظت برجاحة عقلها كاملة، احتفظت بدهائها، بذكائها، بمنهجية عملها، بمنطقية تفكيرها، تلك شخصية وجب دعمها لتحقيق اكبر المكاسب الممكنة، فضمان الاستمرارية غير مضمون والتاريخ لايشهد لنا بذلك.
أتمنى أن تكون الجزائر دولة كبرى عظمى عسكريا سياسيا دبلوماسيا، أما مايجري في الشان الداخلي، صدقوني، حتى الادارة اليابانية تعجز عن حله في الآجال القريبة، المدرسة فشلت في بناء المواطن ، فتعقدت الامور وطغى منطق الخرافة على التفكير السليم، اكتسب المواطن سلوكيات فاسدة، يأخذ عشر قنينات زيت الى بيته وليذهب الآخرون الى الجحيم، يريد كل شيئ له ولأولاده، ثم اقربائه ثم الأقريون فالأقربون، هكذا علمته المنظومة الثقافية… مثال هذا المواطن موجود على رأس شركة او أستاذ في مؤسسة تعليمية أو مدير لبنك وطني أو رجل أعمال نهاب للمال… متى سنحت له الفرصة للنهب دون ان يشعر به أحد، فعل ، ثم يكفيه الاستفغار ليصير من بعد ذلك من الصالحين، هكذا نشأ..
لذلك خفضت من سقف توقعاتي من المواطن ورفعتها من الجزائر، آملا ان تكون قطبا جديدا، عضوا في البريكس وأن تلحق بمجموعة ال20 الكبرى و تكون عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي … وأمور أخرى.
لست قاسيا في رأيي على المواطن، فساد المواطن سواء كان بإرادته أم لا، لايعني بالضرورة فساد الدولة، الجزائر من الدول التي يجب ان تبدأ عملية الاصلاح فيها من أعلى إلى أسفل بشرط ان لا تُعتمد فيها الديمقراطية بمنظورها الغربي، جربناها مرة واحدة، اتجهنا بسرعة جنونية صوب حائط فولاذ، دخلنا عشرية سوداء استنزفتنا ثم حطمتنا رغم انها لم تهزمنا، خرجنا منها لكن ليس من دون جروح غامرة وعواقب وخيمة.
لكل مرحلة مقتضياتها ورجالها ، المرحلة القادمة حبلى بالمفاجئات…..مفاجئات لم يتوقعها أحد.
صباح الأمل….