بعد محادثات دامت قرابة الساعتين اتفق الرجال الثلاثة على استعمال ما بقي من المنظمة السرية OS كنواة صلبة لمشروعهم “الثوري”… و افترقوا ليعود السيد محساس من حيث جاء و قلبه ، رغم فرحه، يحدثه أن مهمة جمع ال 60.000 جزائري المقيمين في فرنسا على كلمة واحدة هو شيئ صعب للغاية… غير أن أحمد محساس الذي سيشغل منصب وزير في الجزائر المستقلة، لم يكن يتصور حينها انه بهذا العمل سيرمي أول قواعد “فيديرالية جبهة التحرير الوطني في فرنسا” أو ما أطلق عليه اسم الولاية السابعة التي سيكون لها أدوار محورية في إدارة الصراع طوال السبع سنين التي سوف تلي.
و استقّل بوضياف و ديدوش طائرتهما في نفس الليلة عائدين الى الجزائر ، و لم يكن أحدهما يعلم بما ستأول له الأمور، و أن ما هم مقبلين عليه ليس عملا مسلحا عاديا،بل ثورة عارمة سترمي بظلالها على شعوب مضطهدة شتى في مشارق الأرض و مغاربها.
كانت المنظمة السرية OS الجناح العسكري لحزب MTLD التي نشطت من 18 فبراير 1947 الى مارس 1950 حيث استطاع المستعمر الفرنسي تفكيكها و زجّ بكثير من افرادها في السجون… كان جلّ افرادها من الشباب المناضل في الحزب الا أنهم كانوا ميالين للعمل المسلح و من ابرز افرادها :
محمد بلوزداد ،تقلّد قيادة المنظمة و عمره لا يتجاوز 23 سنة
توفى بلوزداد و عمره 28 سنة في 1952 من مرض السل (رحمه الله)
كما كان معه في المنظمة السرية السيد حسين آيت أحمد و عمره حينها 19 سنة
شارك في عملية السطو على البريد المركزي بوهران مع بن بلّة و آخرون ثم ألقي عليه القبض حينها و هرب من السجن طبعا،ليكون في نواة الثورة و مؤسسيها من القاهرة في 1954.
أحمد بن بلّة الذي اصبح اول رئيس للجمهورية الجزائرية،إلتحق بالمنظمة و عمره 31 سنة
محمد بوضياف طبعا كان عضوا مهما في المنظمة و عمره حينها 28 سنة
و ألتحق بها أيضا العربي بن مهيدي و عمره لم يتجاوز 24 سنة
من مفجري الثورة الستة و عمره حينها 31 سنة و سقط شهيدا تحت التعذيب و هو في الرابع و الثلاثين من عمره.
سردنا هذه الأسماء (و مازال الكثير منها) كي نظهر كم كان حزب MTLD و منظمته السرية مهمين في غرس روح النضال و الشبان الذي كان قدرهم ان يفجروا اكبر ثورة في القرن العشرين و ينتصروا فيها.
يتبع…