Home Histoire et Patrimoine ثورتك المجيدة يا شباب الجزائر (الجزء 6) 1954-1962

ثورتك المجيدة يا شباب الجزائر (الجزء 6) 1954-1962

by Mohamed Redha Chettibi
0 comment
A+A-
Reset

الجزء السادس التحضير للثورة

لم تكن الايام التي تلت تفكيك المنظمة الخاصة  في عام 1950 يسيرة على المناضلين الذين انضمّوا إليها لأربع سنوات خلت، قضوها خاصة في التدريبات الشبه عسكرية في الجبال، وحتى إن كانت لهم  بعض المحاولات التخريبية، الا أنهم أحسّوا لأول مرة أنهم يقفون في وجه المستعمر الغاصب.

كانت صعبة ايامهم تلك و هذا ليس جراء ما تعرضوا له من سجن أو ملاحقات، على العكس تماما، بل لِما آلت اليه أمور الحزب ، إذ كثر اللغط و قد سُجن الزعيم من جديد في فرنسا … هكذا كان يُلقَّب مصالي الحاج بين المناضلين الذين و بعد هروب الكثير منهم من السجون أخذ منهم الحزن مأخذا كبيرا حيث بدأ اليأس في الوُلوج الى قلوبهم و نالت الحسرة منهم الكثير …

ظمت المنظمة السرية ما يقارب على 4500 مناضل، أغلبهم ذاب في الطبيعة و أصبحوا خلايا نائمة، جاهزين لأي مستجد على شرط أن يكون عمل مسلح.

كانت اسماء بن بولعيد و زيغود اللذان هربا من سجن بونا عنابة ، بوضياف،ديدوش،محساس،آيت أحمد،بيطاط،بوصوف،كريم،بن مهيدي،أوعمران بن طوبال، بن عودة… و غيرهم و حتى محمد خيضر النائب في البرلمان الذي كان يمدّ زملائه بالمعلومات من داخل الإدارة الاستعمارية … كل هذه الاسماء اصبحت معروفة لدى الشرطة الفرنسية،الا انهم لم يشكّوا يومها ان هؤلاء الشباب المجرد من كل شيئ سيقوم بثورة القرن و يسقط جمهوريتهم الرابعة و كاد أن ينسف بفرنسا ذاتها لولا فطنة ديغول رئيس فرنسا قبيل الاستقلال الجزائري.

كان هذا هو  الجو السائد في ربيع 1954 لما عاد بوضياف و ديدوش الى الجزائر لأخبار باقي المناضلين لِما توصلوا اليه من محادثات مع محساس في باريس على أن الجالية في فرنسا جاهزة كي تساهم في أي عمل مسلح…

كان زبير بوعجاج واحد من تلك المنظمة المفككة، و كان يعمل كبائع قطع غيار السيارات عند معمّر فرنسي… كان مولوعا بكرة القدم و دائم الدعابة و الضحك…

 إيه يا زبير !!! الحب يأسر صاحبه، أليس بالظالم، هذا الحب؟؟ … قال المعمّر الفرنسي صاحب الشركة لما رأى زبير بوعجاج سارحا بأفكاره –

أأأم أأههههه… (ضحك الزبير)… إنه أظلم الظالمين (الزبير يعني فرنسا طبعا)… و أكمل عمله و هو يلوم نفسه لِما بدى عليه من شرود الذهني –

Les 22 architectes de la Révolution du... - L'Algérie, "la Mecque des Révolutionnaires" | Facebook

زبير بوعجاج سنين بعد الاستقلال

كان زبير بوعجاج في تلك الحالة لأنه كان قد إلتقى بصديقه ديدوش مراد،امس الأحد، عطلة نهاية الأسبوع و لم يستوعب بعد بعد الفرحة التي غمرته بلقاء صديقهالحميم و الذي أخبره أن العمل المسلح سينطلق من جديد و أنهم على موعد في امسية ذاك الإثنين مع بوضياف و بِطاط في إحدى منازل القصبة

رابح بيطاط, البطل الطموح - مفاتيح

رابح بطاط في 1951

كان الاتفاق بين ديدوش و بوضياف عند نزولهم من سلّم الطائرة التي نقلتهم من باريس هو أن يجمعوا أعضاء المنظمة الموثوق بهم فقط و هذا تباعا،حتى لو استغرق ذالك وقتا كبيرا… و هذا الذي جرى بالضبط 

ا- السلام عليكم، قال ديدوش و بوعجاج حين دخلا على بوصياف و بيطاط و مدّ الزبير يده اليمنى و سلّم على بوضياف بلمس اليد ثم يأخذها نحو صدره (قلبه،  هكذا كان يسلم الجزائرييون حينها، و لا يزالون الى اليوم أظن) و كذلك فعل الآخرون

 إذًا نعيدة المنظمة الخاصة للحياة ؟؟ قال بوعجاج (هذا ما فهمه من ديدوش ليلة أمس، على الأقل –

نعم و لا ،ردّ بوضياف مبتسِما –

هو عمل مسلح حتما، أردف ديدوش، غير انه سيكون أكثر تنظيما –

 هذا جواب “النعم” ، اما فيما يخص “لا” فاعلموا يا الخاوة أن الحزب يكاد ينفجر و ضف على ذلك ، الزعيم موجود في إقامة جبرية بفرنسا –

 لكن هذا لا يمنع ، قال زبير –

 كلا يمنع و يضرنا كثيرا، ردّ بيطاط … أتريدنا أن نكون جناحا مسلحا لحزب لا يكاد يقف على رجليه و زد، عنده نوابا في الادارة الاستعمارية التي لا نعترف بها   نحن أصلا

 طأطأ بوضياف و ديدوش مراد رأسيهما، موافقيْن على ما سمعاه –

 و العمل ؟؟ قال بوعجاج –

 العمل ؟ هو قوة ثالثة، قالها بوضياف و أشعل سيجارته ثم وقف و كأنه ينوي الإنصراف –

كان محمد بوضياف من الناس الذي يظهر على وجوههم ما تنطوي عليه سرائرهم ، فيكون انفعالي و جدّي لما يتعلق الامر بالذي تعلّق به قلبه مذ نعومة أظافره أي : تحرير الجزائر

و الحزب ؟ مذا نقول لهم؟؟ أنتجاهل الزعيم سيدي الحاج ؟؟ هذا هراء، صاح زبير ناسيا نفسه كعادته

من قال هذا ؟؟، ردّ عليه بوضياف برباطة جأش غير عادية و كأنه غاضب منه … لم نكن نحن من جعلهم يختلفون، بل هي السياسة (بنت الكلب)…

نحن القوة الثالثة التي سوف تجمعنا نحن،أتباع سيدي الحاج، مع هؤلاء المثقفين المتمحورين وراء اللجنة المركزية للحزب و قائدهم حسين لَحْوَل (المركزيّون)…و نقطة الى السطر

و إن رفضوا ، تسائل ديدوش مراد –

 ليس لهم خيار يا سي مراد،قالها بوضياف و القلق بادٍ على وجهه –

أفترق الأصحاب على أن يلتقوا قريبا ، بعد اخبار باقي الاعضاء بقرار القوة الثالثة الجامعة للحزب و التي سوف تكون ثورية بامتياز.

—– يُتْبع —–

:الأجزاء السابقة

 الجزء الأول

الجزء الثاني

الجزء الثالث

الجزء الرابع

الجزء الخامس

You may also like

Leave a Comment

Quick Links

About Us

A team of volunteers under the supervision of HOPE JZR founder of the site, animated by the desire to sow hope by proposing effective solutions to existing problems through your contributions in the different sectors in order to converge all towards a new Algeria, an ALGERIA ALGERIAN, plural and proud of its cultural diversity. FOR MORE INFORMATION PLEASE VISIT MENU «ALGERIAN ALGERIA»

Who We Are

Hope JZR, founder of the site and also owner of the eponymous YouTube channel, has gathered around his project a team of volunteers from the national territory and the diaspora with profiles as diverse as they are varied, a circle of patriots that only holds, to you and your enthusiasm to expand. Indeed, we invite you, all compatriots with a positive and constructive mindset to join us, through your contributions, in this adventure of defense and construction of a new Algeria.

What We Do

We work continuously and scrupulously to provide the public with reliable, objective and eminently positive information. Faithful to the founder’s credo of “sowing hope”, our ambition is to create an enthusiastic dynamic (without pouring into euphoria), federating competencies in the service of their homeland. Our publications, as you will notice, will always highlight positive performances and achievements in different fields, and also reflect our critics whenever we see problems affecting the lives of our fellow citizens, providing adequate solutions or calling for our elites to help solve them

Our Mission

Our unique goal is to make this platform the first in Algeria to be devoted exclusively to positive information that sows hope among our youth and entice them to participate in the development of our country. The building of this new Algeria of which we dream and to which we aspire will be a collective work of all citizens jealous of the greatness of their nation and its influence. It will be the guarantor of the preservation of its independence and sovereignty and will honor the legacy and sacrifice of our valiant Chouhadas.

© 2023 – Jazair Hope. All Rights Reserved. 

Contact Us At : info@jazairhope.org

Letest Articles